وتبقى غريباً

رشا عيسى. تشرين
تحدث عن التهدئة في سورية, والالتزام بالقرارات العربية وتلبية إرادة الشعب السوري.
ألا يدري أن السوريين لا يطيقون مجرد النظر إليه فكيف الحال مع دعواته ؟
لم يكن حمد بن جاسم سورياً يوماً ولن يكون, ولم ينطق لسانه بلهجة شامية أو حلبية أوحمصية أو لاذقانية, ولم تكن التحركات التي يقوم بها إلا دليلا على رغبته بالتدخل الخارجي في سورية, فلا بد لهذا «الغريب» أن يتعرف على الشعب الذي يحاول «النطق باسمه» جيداً قبل أن يتحدث عن «مهمته الإنسانية» المنبعثة من ماض سياسي مشبوه, وفي ذهنه صورة محددة لخطوته التالية في سورية التي لم يريحه ما شاهده المراقبون العرب فيها, فاتهمهم في مهنيتهم تحت ستار قلّة الخبرة.
كثُرت المرات التي يحاول فيها حمد ابتداع المكانة الإقليمية لنفسه مُتسلحاً بديمقراطية غريبة من نوعها يتزعمها الأميركي, ومُثقلاً «بقراءة» بعيدة كل البعد عن السياق الحقيقي للأحداث وخاصة في سورية التي عندما حاول التطاول عليها ذهبت محاولته سدىً لأنه زعم أنه يعوّل على الشعب السوري.. هذا الشعب الذي قدم صك براءة من مخططاته وقدم له دعوة صريحة للتنحي عن «أزمة سورية», وليرتاح بعيداً عنها لأن الدولة التي يحاول اصطناعها وتقديمها للسوريين غير قابلة للتحقيق ولا للتصور, ولا هو كما يقدم نفسه «كممثل للعرب» و«حامي الحمى» مقبول لدى هذا الشعب الذي كتب لافتة عريضة ووضعها أمام أعين هذا المتآمر وقال فيها:«لن تضيع دولتنا وسط زحام مؤامرتكم».
وقد تنقسم الآراء داخل الشارع السوري حول برنامج سياسي مُعيّن, لكنّ السّوريين ليس من تقاليدهم الانقسام على وحدة دولتهم وسيادتهم, وحين تطور البعض في لعبة السلاح تحت مسمّى «ثوار», انفجرت المسألة في وجههم رغم تبرع الكثيرين لإصدار فتاوى سياسية ودينية لحمايتهم.
هذه الفئة التي يدافع حمد بن جاسم عنها ينبذها الشعب السوري لأن تلغي الآخر ولاتعتقد إلا بالقتل وسفك الدماء وتدمير المنشآت العامة, لأنها مسيرة من الخارج ولا تُعمل العقل إن كان عندها عقل, ولن يكون لها مكان بين السوريين.