وجهات نظر شبابية في زواج الغربة ... و فتيات تفضلن العنوسة عليها

لأسباب عديدة يقصد الشاب بلاد الغربة وعندما يقرر الزواج غالباً ما يختار العروس من بلاده , وطريقة التعارف تنوب فيها الصورة الفوتوغرافية أو الهاتف أو الانترنت والرسائل عن اللقاء المباشر . أما إذا تم اللقاء قبل تحديد موعد الزواج , فإنه يتم بمدة زمنية قياسية تستعد فيها الفتاة لتلحق بزوجها في بلاد الغربة . ما رأيك بزواج الغربة ؟ سؤال طرحناه على من تزوج بهذه الطريقة وعلى بعض الشبان والفتيات في سن الزواج فكان الآتي :
هناك صعوبات
كندة حمودة 27 سنة تستعد للسفر إلى زوجها في ألمانيا قالت : تقدم لخطبتي عن طريق الأهل , فهو مغترب في ألمانيا , تحدثت إليه مرات عدة عن طريق الهاتف والنت وشعرت بأنني أستطيع متابعة حياتي معه , فوافقت وأنا الآن أنهي أوراقي للحاق به . أتوقع وجود صعوبات لكن سأتحملها لأن البلاد الأجنبية ستؤمن لي حياة أكثر رفاهية ويسراً من تلك التي أعيشها هنا , كما أن الغربة تجعلنا نتعرف على بلد آخر مختلف بتقاليده وعاداته وشعبه وحضارته ولا شك في أنني سأفتقد أسرتي وأصدقائي , وقد أعاني من صعوبة تكوين علاقات جديدة ضمن مجتمع غريب , لكن إذا كان الشخص جيداً فإن الفتاة بشكل عام تتشجع أكثر لخوض هذه التجربة , وعندما تكون سعيدة مع زوجها ستجد الراحة أينما حلت .
لم نتفق
يعد زواج باسل العلي نموذجاً آخر من زواج الغربة : تزوج من فتاة تعيش في الغربة تعرف إليها أيضاً عن طريق النت , والأهل دفعوه للزواج منها والسفر لنيل الجنسية الفرنسية وأخذ فرصة جديدة في الحياة , فجاءت هي إلى البلاد شريطة أن يتم الزواج وفعلاً جاءت وتمت مراسم العرس وغادر هو البلاد بعد أن أتم الأوراق المطلوبة . لكن بعد مرور شهرين تفاجأ الأهل بابنهم وبيده حقيبة السفر التي غادرهم بها , وعند سؤاله عن سبب عودته أجاب ( لم ولن نتفق أبداً ) . وكان أن خسر المال الذي أنفق على تكاليف العرس والسفر وما حلم به من أحلام أصبحت بين يديه ولا زالت القضايا في المحاكم حتى الآن لإنهاء إجراءات الطلاق .
آراء مختلفة
ولكن ما رأي الشباب غير المتزوج بهذه الظاهرة؟ وهل هي حقاً فرصة جيدة أم أنها خطأ كبير؟
سمير قطان قال : هذا النوع من الزواج خطأ كبير إذا لم يتم التعارف مسبقاً , لأن الحوار يكشف كل طرف للآخر واللقاء مهم جداً , فقد يرتاح الإنسان للشكل الخارجي , لكن عندما يتحدث مع الآخر لا يتقبله .
الزواج عن طريق النت أو الصور الشخصية أسلوب لبداية التعارف فقط , وأعتقد أن الزواج يحتاج إلى دراسة معمقة وبحث في إمكانية التوفيق بين الشخصين ومقدرة كل شخص على استيعاب الآخر , وهذا لا يؤمنه اللقاء الواحد أو الاتصال الهاتفي .
فرصة جيدة
عبلة قاسم 23 سنة قالت : زواج الغربة يعطي فرصة كبيرة لحياة وتجربة جديدة وغنية تكوِّن شخصية الإنسان وتصقلها , والصعوبة الأكبر بالنسبة لي هي أن يبقى الإنسان معتمداً على أهله وأصدقائه في أمور حياته , والغربة تعطي فرصة لاختبار قدرات الشخص وامتحان نفسه في الصعوبات والقدرة على التحمل شرط أن يكون الشاب ذا أخلاق حميدة محافظاً على عاداته وتقاليده , فالغربة قد تكون أثرت بصورة سلبية على حياته , فلا بد أن تتعرف الفتاة عليه عن قرب لمدة زمنية كافية قبل أن تقرر .
العنوسة أفضل
وسيمة معروف 25 سنة قالت : أتعس زواج هو زواج الغربة ولو كان من قريب للفتاة كابن عمها أو ابن خالها لأن الغربة تغير الكثير في الإنسان , ومهما عرفت الفتاة من صفات الشاب الذي يريد الزواج منها فإنها سترى ما لم تتوقعه بالغربة , وعندما يحدث الزواج تتفاجأ بأن الصورة التي رسمتها للزوج المثالي وما وعدها به من حياة جميلة هي مجرد كلام قبل الزواج وأغلب هذه الزيجات نهايتها الفشل , وغالباً يكون زواج مصلحة وموافقة الأهل تكون نابعة من رغبتهم في فسح المجال لبقية أفراد الأسرة للسفر أو لتحسين أوضاعهم المالية , وغالباً هذا هو التفكير السائد عند الأهل الذين يوافقون على هذا النوع من الزواج ولكن الفتاة قد تخدع بحياة الحرية التي تفتقدها في مجتمعنا الشرقي . وأعتقد أن الزواج لهدف الحصول على حيز من الحرية أوسع وأكبر تكون صاحبته مخطئة , فهو سبب غير كاف مقابل ما قد تواجهه من وحدة في بلاد الغربة .
الفتاة وقوة الشخصية
أم حيدر /55/ سنة قالت : إذا كان الشخص جيداً فلتسافر ابنتي معه أينما ذهب . كثير من الفتيات تغربن عن أسرهن ويعشن حياة سعيدة في الغربة على كافة المستويات , المسألة بحاجة فقط للمغامرة وعلى الإنسان أن يغامر في هذه الحياة , لأن الغربة تؤمن حياة مادية واجتماعية أفضل . لكن الأمر يعود بالنهاية إلى شخصية الفتاة وقدرتها على خوض غمار هذه التجربة . ويبقى النصيب هو السيد في هذه الأمور فقد تعيش الفتاة في كنف أسرتها غير سعيدة في زواجها , لكن لا بد أن يلتقي الاثنان مدة كافية قبل الزواج ليفهم كل منهما الآخر , إضافة إلى ضرورة استشارة الأهل , فلهم رأيهم الذي يساعد في إتمام قرار الزواج بحكم خبرتهم .
شام نيوز- جريدة الوحدة