ورشة تطوير مناهج الكليات الطبية تناقش المسودة النهائية لمعايير التحديث

استعرضت ورشة العمل الخاصة بوضع المعايير الأكاديمية الوطنية لتطوير مناهج العلوم الطبية الصفات المطلوبة في هذه المناهج للوصول إلى خريجين مؤهلين وفق أحدث أسس الاعتماد والجودة العالمية وذلك في خمسة فروع جامعية هي الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والتمريض والعلوم الصحية.
وقال وزير التعليم العالي الدكتور غياث بركات إن مشروع تطوير المعايير المرجعية الأكاديمية الوطنية نارس ويتطلب تضافر الجهود بين الجهات المعنية على المستوى الوطني للنهوض به وتخريج طلاب قادرين على منافسة نظرائهم في العالم مضيفا أن وجود آلاف السوريين الناجحين في القطاع الطبي على مستوى العالم لا يبرر إبقاء المناهج على وضعها الحالي بل يحفز على مزيد من الاهتمام ولاسيما مع تطور العلوم الطبية باستمرار.
وأوضح ان الوزارة تعمل بالتعاون مع وزارة الصحة على إيجاد معايير موحدة لاختبارات كليات الطب العامة والخاصة لمرحلة التخرج إضافة إلى إيجاد جهة وحيدة تمنح شهادات الاختصاص مؤكدا سعي الوزارة إلى وضع قواعد اعتمادية للمشافي تتيح لها توفير برامج تدريب وتخصص.
من جهته أشار وزير الصحة الدكتور رضا سعيد إلى أنها التجربة الأولى لتقييم التعليم الطبي في سورية وتطويره لافتا إلى أهمية تركيز المناهج الجديدة على حاجات المجتمع والتدريب العملي منذ سنوات الدراسة الأولى وعلى الرعاية الصحية الأولية التي تشكل أساس الوقاية إضافة إلى ضرورة الاهتمام بالطب العام الذي أصابه الضعف مؤخرا بسبب التوجه إلى التخصص.
بعد ذلك قدم رئيس فريق تطوير المعايير للعلوم الطبية الدكتور محمد نزار عقيل عرضا لمسودة المعايير التي بدأ الفريق في وضعها منذ نيسان الماضي وناقشها في أكثر من ورشة عمل في مختلف الجامعات الحكومية لاعتماد المسودة النهائية مشيرا إلى غياب التركيز في المناهج الحالية على العديد من الموضوعات المهمة مثل الطب النفسي والتقانات الحيوية وأخلاقيات المهنة والطب المهني والعمل كفريق ما يوجب الاهتمام بهذه الجوانب في المناهج الجديدة.
وقام منسقو لجان العلوم الطبية بعرض معاييرهم الأولية لتطوير مناهج هذه العلوم كلا على حدة وذلك بناء على تحديد الصفات المطلوبة في الخريج والمهارات الذهنية والعملية والعامة التي يجب توفرها فيه حسب تخصصه الطبي ولاسيما قابليته للتعلم مدى الحياة لتطوير نفسه ذاتيا ومواكبة التقدم في القطاعات الطبية على مستوى العالم.
وتركز النقاش على أهمية تلبية المناهج لحاجات الطلاب باعتبارهم أوائل المستفيدين من خلال تأهيلهم بشكل يوفر عليهم السفر للاختصاص ويطمئنهم إلى قيمة الشهادة التي يحصلون عليها من الجامعات السورية المعترف بها عالميا إضافة إلى كيفية الحفاظ على مستوى الكليات الطبية السورية عالميا وضمان استمرار الاعتراف بها إلى جانب ضرورة متابعة وزارة الصحة لمستويات الأطباء والصيادلة والممرضين خلال مزاولتهم المهنة والتأكد من أهليتهم والمحاسبة على الأخطاء الطبية بحزم كجزء من تكريس ثقافة الممارسة الأخلاقية للمهنة.
وقال ممثل إدارة الخدمات الطبية الدكتور أديب عسالي في تصريح لسانا إن تطوير مناهج القطاع الطبي يكتسب أهميته من تطور النظرة إلى الجانب الصحي في العالم كله حيث لم يعد الطب مجرد فحص سريري أو جراحة بل أصبح للوقاية مكانتها الأكبر وازداد التركيز بالتالي على الرعاية الأولية وطب الأسرة والطب العام الذي يعد الاحتكاك الأول للمواطن إذا أصيب بمرض ما مضيفا ان للجانب النفسي والسلوكي أهمية بالغة في هذا الصدد إذ إن أغلبية الأمراض تنشأ من سلوكيات خاطئة ما يستدعي زيادة التركيز على العلوم النفسية والسلوكية في المناهج الجديدة وإنشاء معهد الطب النفسي والعلوم السلوكية الذي صدرت توصية بإحداثه عام 2008 لتخريج أطباء وخبراء وممرضين نفسيين وباحثين اجتماعييين ومتخصصين في القياس النفسي.
شام نيوز- سانا