وزارة الإعلام تحجب صحيفة الوطن بسبب عنوان

منعت وزارة الإعلام السورية توزيع صحيفة الوطن اليوم الخميس في جميع المحافظات السورية دون تقديم أي تفسيرات، حيث اقتصر توزيع عدد هذا الصباح تاريخ 24 آذار 2011 على أصحاب الاشتراكات، فيما تم منع توزيعها في الأسواق. ولم تقدم وزارة الإعلام أي تصريح رسمي لتوضيح أسباب الحجب، وأكدت مصادر من داخل الصحيفة ان السبب هو مقال بعنوان "كل ما ينشره الإعلام السوري كذب بكذب".
وبالرغم مما يوحي به هذا العنوان، إلا أن موضوع المقال يقصد "السخرية" من الفضائيات العربية التي أصدرت حكمها وقرارها بأن كل ما تنشره وسائل الإعلام السورية الخاصة والرسمية هو كذب بكذب، حيث قالت قناة البي بي سي في تقرير خاص بثته أمس إن ما تنشره وسائل الإعلام السورية هو «تسويق» لموقف النظام وتشويه صورة الاحتجاجات، الأمر الذي أدى حسب القناة إلى مناشدة أهالي درعا «للقنوات الشريفة مثل بي بي سي» لتغطي بمهنيتها العالية ومصداقيتها التي لا يمكن لعاقل أن يشكك فيها تفاصيل وحقيقة ما يجري في درعا.
كما يتابع المقال انتقاده بالأمثلة لما عرضته بعض الفضائيات العربية خلال تغطيتها للأحداث الأخيرة في محافظة درعا، والتي كانت بعيدة كل البعد –بحسب المقال- عن الموضوعية وأبسط معايير المهنية الإعلامية، ومنها أن بعض الفضائيات بثت أخباراً عاجلة بأن الأمن يمنع تشييع شهداء أمس ويحتفظ بالجثث، لكن بعد قليل تبث الفضائيات ذاتها خبر مقتل شخصين خلال تشييع أحد الشهداء، وبعد التدقيق يتبين أن خبر مقتل شخصين مصدره وكالة الأنباء الفرنسية التي تتراجع بعد قليل وتؤكد إصابة شخصين خلال العزاء.
وعلى حين كان كل السوريين يحاولون الاتصال بمن يعرفونهم في درعا للوقوف على حقيقة ما يجري –والكلام لا يزال لكاتب المقال في صحيفة الوطن- وكنا نحن أيضاً بدورنا نحاول الاتصال بمراسلنا، إلا أن السيد هيثم مناع الموجود في باريس والذي أقلقه الخبر تمكن من هناك -حسب ما قاله لقناة «بي بي سي» بالاتصال بعدد- والرجاء تأكيد كلمة «عدد» من الجرحى -وتأكيد كلمة جرحى- الذين سقطوا بالقرب من جامع العمري، وأكد الجرحى الذين كانوا على ما يبدو قادرين على استخدام هواتفهم النقالة والرد على اتصالات السيد المناع حصراً دون سواه، ويتابع المقال أن اللافت أكثر فيما تبثه القنوات الفضائية هو شهادات النشطاء، فتخيل أن هناك ناشطاً مقيماً في شيكاغو (شمال الولايات المتحدة الأميركية لمن لا يعرفها) يملك على ما يبدو قمراً صناعياً خاصاً أو أجهزة اتصال خارقة، فالرجل قادر من شيكاغو على الحصول على كل أخبار درعا من محيط جامع العمري وصولاً إلى أبعد قرية في المحافظة، وطبعاً لا يمكن أن نشكك في معلوماته فهو ناشط حقوقي مقيم في شيكاغو، فهل يمكن تكذيبه وتصديق ما ينشره الإعلام السوري، عيب..
يذكر ان مصدر من الصحيفة اكد لـ"شام نيوز" أنه وعند سؤال وارة الإعلام بشكل مباشر عن سبب منع توزيع العدد كان الجواب: "هيك"!!.
شام نيوز- خاص