وزراء حكومة سفر يغيرون اليوم المحدد للقاء المواطنين...

درجت العادة في حكومة عطري أن تصطف طوابير المواطنين أمام أبواب الوزراء مع صباح كل خميس، حاملين بين أيديهم ملفات عالقة منذ سنين طوال، وغالباً ما كانت تنتهي تلك المقابلة إن حصلت بتوقيع أخضر "للمعالجة أصولاً"، وهو ما كان يدخل المواطن في دوامة جديدة تتطلب الوقوف مجدداً في ذات الطابور، وهكذا دواليك.

اليوم ومع رحيل عطري وقدوم سفر، بقيت العادة ذاتها مع فارق بسيط هو أن معظم وزراء الحكومة الجديدة غيروا مواقيت اللقاء واستبدلوا الخميس بالاثنين، ومن تلك الوزارات الإسكان والتعمير التي كانت بحسب مكتبها الصحفي تستقبل بشكل يومي المواطنين خلال الأيام الفائتة، لتعود وتحدد الاثنين من كل أسبوع لمقابلة المواطنين وذلك من الساعة العاشرة صباحاً وحتى نهاية الدوام الرسمي، كذلك هو حال وزارة الدولة لشؤون البيئة، على حين حددت الصحة يوم الأربعاء لمناقشة قضايا المواطنين العالقة.

وفيما يرى البعض أن هذا الانفتاح يعد خطوة إيجابية لكونه يجعل المسؤولين وجها لوجه مع مطالب المواطنين، يجد معاون وزير الصناعة السابق بركات شاهين أنها تجربة غير ناجحة وتقلب رأس الهرم لتضعه في الأسفل، على حين أن البديل من وجهة نظره يكون بإعطاء القواعد "الموظفين" مطلق الصلاحيات وجعل أبوابهم مفتوحة للمواطنين بشكل مستمر والتخلص من مسألة التسجيل في الديوان والسير في طريق الروتين.

فالوزير كما يقول شاهين حتى ولو كان من ذات المؤسسة هو حلقة ضعيفة، كونه لا يلم بحيثيات معاملات المواطنين كما الموظف، وبالتالي سيقوم بإحالة أي قضية للجهات المختصة إليه، فيما الأجدر به أن يلتفت إلى الآفاق والاستراتيجيات ومحاولة غربلة تجارب الدول المتقدمة في الإدارة ونقلها إلى وزارته، ليكون بهذا الأمر مراعياً لتوجيهات الرئيس بشار الأسد الأخيرة بعدم سحب كل الصلاحيات من الموظفين ووضعها في يديه، الأمر الذي يؤثر سلباً على فاعلية العمل الحكومي.

ويتابع شاهين:" الفجوة بين الوزارت والمواطنين لا يمكن ملؤها بالثقة، إلا من خلال التفكير بشكل أساسي بالإدارة الأفقية وتعزيز الجهاز التنفيذي وتأهيل الكوادر الإدارية للخط الأول من الموظفين كونهم من يتعاملون بشكل مباشر مع المواطنين ودعمهم بالأجور والرواتب، وهؤلاء الموظفين عليهم نشر أرقام هواتفهم الخاصة وأن يوضع لهم أوقات دوام إضافية مأجورة ليكونوا على اتصال دائم مع المواطنين، وأمام كل ذلك لا يجب إهمال دعم الإدارة الإلكترونية والإسراع بمشاريع الحكومة الإلكترونية التي تساهم بشكل كبير في كسر الهرمية الحادة لوزارات ومؤسسات الدولة.

وكان الرئيس بشار الأسد طالب وزراء حكومة سفر خلال كلمته التوجيهية بإعطاء صلاحيات كاملة لموظفيهم والتفكير بالاستراتيجيات ومراقبة ومحاسبة الموظفين إن قصروا