وزير الثقافة المصري: مصير لوحة فان غوخ المسروقة ما يزال مجهولاً

لوحة زهرة الخشخاش المسروقة

أكد وزير الثقافة المصري فاروق حسني لوكالة فرانس برس الاحد أن لا احد يعرف حتى الآن مصير لوحة "زهرة الخشخاش" للفنان الهولندي فنسنت فان غوخ التي سرقت صباح السبت من متحف محمد محمود خليل في القاهرة فيما تقرر توقيف مسؤولين لحين انتهاء التحقيق.

وقال وزير الثقافة المصري "لا زالت النيابة الإدارية تقوم بالتحقيقات حول هذه السرقة التي تعتبر الثانية لهذه اللوحة حيث سرقت للمرة الاولى عام 1977 وتم العثور عليها واستعادتها عام 1978".

وأشار إلى انه قرر "توقيف رئيس قطاع الفنون التشكيلية محسن شعلان ومديرة المتحف ريم بهير وكل العاملين في المتحف حتى تنتهي التحقيقات الجارية حول الإهمال والحالة المتردية التي وصل إليها المتحف ونظامه الأمني من أجهزة الإنذار المبكر والكاميرات".

واكد حسني في تصريحاته لفرانس برس أن "الوزارة كانت قررت إقفال المتحف لإعادة ترميمه وإعادة تصميمه على أسس جديدة تليق بالثروة الفنية التي تعرض فيه والتي تشمل القرنين التاسع عشر والعشرين إلى جانب تحديث أجهزة الإنذار المبكرة والنظام الأمني فيه وقد رصدت الموازنات الكافية لهذا المشروع وحصلت موازنة التجديد على موافقة مجلس الوزراء".

وأضاف أن "إغلاق المتحف كان سيتم خلال أيام قليلة وكان سيتم نقل مقتنياته التي تقدر بمئات الملايين من الدولارات إلى مخازن قطاع الفنون التشكيلية بالجزيرة وهذه مخازن محمية جيداً ومحكمة البناء في أرض دار الأوبرا المصرية".

وكان النائب العام عبد المجيد محمود أصدر بيانا صحافيا إثر زيارته المتحف لمعاينة المكان أكد فيه على أن "قيمة اللوحة تصل إلى 55 مليون دولار أمريكي (300 مليون جنيه مصري تقريبا)".

واوضح انه "من بين 47 كاميرا موضوعة في المتحف لم يكن تعمل سوى 7 كاميرات، إلى جانب ذلك فإن أجهزة الإنذار الموضوعة مع كل لوحة من اللوحات الـ 54 التي يتم عرضها في المتحف كلها معطلة ولا تعمل".

وكان مسؤولو قطاع الفنون التشكيلية برر هذا الأعطال بأنهم "لم يجدوا قطع غيار لأجهزة الإنذار" حسب تصريحات النائب العام.

وعبر عدد من المهتمين بالفن التشكيلي عن شعور بالحزن العميق لفقدان هذه اللوحة إلى جانب الشعور بالغضب "لعدم مراعاة شروط الأمن لهذه اللوحات والحفاظ عليها لأنها من أهم الثروات القومية الفنية التي تحتفظ بها مصر إلى جانب العشرات من اللوحات التي لم تعرض بعد ولا زالت في المخازن" حسب الناقد عز الدين نجيب.

ويقول نجيب إن "هذه اللوحة تعتبر من بين اللوحات الهامة من مقتنيات مصر الفنية والتي حاولت السلطات في التسعينات بيعها لتسديد ديون مصر".

وتابع "إلا أن قيام المثقفين المصريين في حينها بالوقوف بصلابة أمام قرار الحكومة وعلى رأسهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ولويس عوض وغيرهم أجبرت السلطات على التراجع عن قرارها واستطاع المثقفين أن يحموا ثروة فنية نعتز بها كفنانين".

وأكد انه "حرام أن تهدر ثروة فنية بهذه الطريقة نتيجة الإهمال وعدم متابعة نظم حماية ثرواتنا الفنية فلا استطيع أن أفهم أن تكون الكاميرات في متحف هام مثل هذا المتحف معطلة".

يشار إلى أن حادثة السرقة الأولى التي تعرضت لها اللوحة كانت سرقة من مركز الفنون في الزمالك حيث كان نقل متحف محمود خليل إلى المركز بعد تولي الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات الحكم واستخدم قصر ومتحف محمود خليل الذي يقع بمجاورته بيت الرئيس المصري كمبنى تابع للرئاسة لحماية الرئيس.

وبعد اغتيال السادات أعيدت اللوحات المعروضة في المتحف إلى موقعها الأصلي إلى قصر ومتحف محمد محمود خليل وحرمه في الدقي على الشاطئ الغربي لنهر النيل بعد تجهيزه بأفضل تقنيات تلك الفترة وإعادة تجديده قبل 18 عاما. وقد شهدت قاعات المتحف عرض الكثير من الأعمال الفنية الشهيرة عالميا من مختلف البلاد بصفته أفضل المتاحف المصرية حماية.

وكان هناك عدد من اللوحات الفنية المتميزة التي تعرضت للسرقة خلال السنوات بينها 7 لوحات سرقت من قصر محمد علي باشا في شبرا الخيمة وعثر عليها بعد بضعة ساعات ملقية بالقرب من أسوار القصر.

كما سرقت لوحة للفنان المصري المتميز حامد ندا من ضمن اللوحات المعروضة على جدارا البهو المحيط بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية وتم ضبطها في مطار القاهرة وأشير في حينها إلى أن احد كبار رجال الأعمال الخليجيين اشتراها.

وكان وزير الثقافة المصري أعلن سرقة اللوحة من المتحف وان اللصوص لجأوا إلى استخدام مشرط لقطع اللوحة من الإطار المحيط بها وفي الفترة الصباحية حيث أن اللوحة كانت موجودة في الصباح عند افتتاح المتحف ولوحظ اختفاءها عند الإغلاق بعد الظهر.

وصبيحة السرقة نشب حريق في المبنى الإداري للفنون التشكيلة الملاصق للمتحف ومن غير المعروف إن كانت له علاقة بالسرقة.

يشار إلى في متاحف مصر لوحات متميزة لمونيه وغوغان ولكوربية ولآخرين تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات، مثل لوحة "الحياة والموت" لغوغان التي تصل قيمتها إلى 75 مليون دولار.