وزير الزراعة: سورية انتقلت إلى اقتصاد زراعي أكثر مرونة

أقامت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الفاو الاحد احتفالاً بمناسبة يوم الغذاء العالمي في مكتبة الأسد تحت عنوان أسعار الأغذية من التأزم إلى الاستقرار بمشاركة سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية ومنظمات الأمم المتحدة وعدد من الخبراء والمعنيين .

وقال الدكتور رياض حجاب وزير الزراعة والاصلاح الزراعي إن سورية أدركت منذ عقود من الزمن أن التغذية الكافية والصحية مقرونة بالصحة والتعليم ركائز كرامة الإنسان ما جعلها تباشر بالإنتقال إلى اقتصاد زراعي أكثر مرونة وانفتاحا بغية الارتقاء بواقعه ليكون فاعلا في عملية التنمية .

وبين الوزير حجاب أن الدولة أنجزت العديد من الخطوات المتقدمة باتجاه تحقيق الإكتفاء الذاتي من السلع الحياتية اليومية فتضاعف الإنتاج الزراعي كما وضعت برنامجا لرفع مستوى نوعية الإنتاح وتخفيف تكلفته مشيرا إلى أن مشاريع الري المتطورة التي تنفذ في سورية استطاعت ترشيد الموارد المائية وزيادة حجم القوة العاملة من سكان الريف وكمية الإنتاج من المواد الغذائية الأساسية وتحيسن مستوى معيشة السكان بالتزامن مع إقامة مشاريع تنموية نوعية .

ونوه وزير الزراعة بأهمية الجهود التي تبذلها منظمة الأغذية والزراعة في السعي مع المنظمات والهيئات الدولية للحد من الانتهاكات المتكررة لكرامة الإنسان التي ترتكب من قبل بعض الدول المتقدمة من خلال ممارساتها الاقتصادية للضغط على الحكومات والشعوب عبر لقمة العيش ووضع الحواجز أمام التجارة العالمية للمنتجات الغذائية وغيرها بغية الوقوف حائلا دون تحقيق المنظمة شعارها بالإنتقال بأسعار الأغذية من التأزم إلى الاستقرار .

وعبر حجاب عن ثقته بقدرة المنظمة على العمل لتحقيق أهدافها الإنسانية حيال القضايا المثقلة بأزمة الغذاء وحالات الطوارئ الغذائية التي تتعرض لها الكثير من البلدان في العالم وخاصة أن احتفال اليوم يتزامن مع مجموعة من التغيرات والتداعيات والحروب التي استنزفت الكثير من الجهود التي كان من الممكن أن تسهم في الحيلولة دون تدهور مشكلة الغذاء في العالم .

من جهته أوضح الدكتور عبد الله طاهر بن يحيي ممثل منظمة الأغذية في سورية أن التصدي لمسألة الجوع ونقص التغذية في العالم يتطلب بذل المزيد من الجهود لمعالجة مشكلة تق لبات أسعار الغذاء والتي تؤثر بشكل خاص على شريحة واسعة من السكان الذين ينفقون القسم الأكبر من دخلهم على الغذاء في الوقت الذي تعاني فيه أسواق التغذية العالمية من عدم التوازن بين العرض والطلب وازدياد الطلب على الغذاء نتيجة ارتفاع عدد السكان بشكل يفوق حجم الزيادة في الإنتاج الزراعي .

وقال ممثل المنظمة ان تقرير حالة الجوع في العالم لعام 2011 الذي أعدته المنظمة بالتعاون مع ايفاد وبرنامج الأغذية العالمي أظهر أن البلدان الصغيرة المعتمدة على الاستيراد لتأمين احتياجاتها من الغذاء تواجه أخطارا حقيقية نتيجة ارتفاع الأسعار وأزمة الغذاء التي شهدها العالم خلال الأعوام الأخيرة فأوصى بضرورة التزام الحكومات بضمان تهيئة بيئة مناسبة لتشجيع الاستثمار الخاص في القطاع الزراعي وزيادة معدلات الإنتاجية للمحاصيل الغذائية في الدول التي تعتمد في اقتصادها على الزراعة والحد من الهدر والخسائر الناجمة عن سوء العمليات الزراعية ومعالجة مشكلات الفقد من الإنتاج بعد الحصاد .

وبين بن يحيي أن سورية مثلها مثل أي دولة في العالم تتأثر بالتغيرات السعرية لأسعار المنتجات الزراعية والأغذية تبعا لعوامل عديدة أهمها التغيرات المناخية وتوفر الموارد المائية ما جعل وزارة الزراعة بالتعاون مع المنظمة تلجأ لتطوير زراعة الرز الهوائي غير المغمور في سورية من خلال إدخال أصناف لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه بهدف إضافة محصول صيفي استراتيجي جديد عالي الإنتاجية إلى سلة المحاصيل الاستراتيجية.

ولفت إلى أن نجاح المشروع في التوسع بزراعة الرز في المناطق الملائمة من حيث الظروف المناخية والتربة والمياه دون التأثير على المحاصيل الاستراتيجية الأخرى يسهم في التكامل معها لزيادة دخل المزارعين وتحسين المستوى المعيشي للأسر الريفية والحد من استيراد هذه السلعة الغذائية المتزايد استهلاكها في سورية وتحقيق الأمن الغذائي .

وقدم الدكتور سليم زهوة معاون ممثل منظمة الأغذية والزراعة عرضا مفصلا عن برنامج التعاون الفني بين وزارة الزراعة والمنظمة ومشاريع التعاون الممولة من قبلها ومشاريع التعاون الفني تي سي بي ومشاريع تليفود والمشاريع الممولة من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليو أن دي بي ومشاريع التعاون الفني الممولة من جهة مانحة ضمن إطار برنامج التعاون متعدد الأطراف جي سي بي.

وأوضح زهوة أن مشروع تطوير الزراعة العضوية في سورية الذي بدأ تنفيذه في كانون الثاني 2010 وينتهي في كانون الأول 2011 المنفذ من قبل وزارة الزراعة ومديرية الإرشاد الزراعي بتمويل من الحكومة الإيطالية تصل ميزانيته إلى مليوني دولار مشيرا إلى أن المشروع يشمل محافظات طرطوس واللاذقية وحماة ودرعا ويهدف إلى تطوير مقترح لقانون الزراعة العضوية في سورية وتطوير مقترح لإنشاء هيئة للتوثيق وتعزيز القدرات الفنية وتحديد الفرص التسويقية محليا وعربيا ودوليا ودعم البحوث وإدارة المعلومات .

ولفت زهوة إلى أن مشروع نظام الإنذار المبكر لدعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للجفاف الذي تنفذه وزارة الزراعة مديرية إدارة الجفاف منذ عام 2009 يسهم في تعزيز قدرات وحدة نظام الإنذار المبكر لدعم الاستراتيجية الوطنية للجفاف مع ايلاء الاهتمام للمراعي الطبيعية والمناطق الهامشية ويوسع نشاطات الإنذار المبكر ليشمل جميع أنحاء البادية والمناطق الهامشية ويطور عملية معالجة البيانات وتلخيصها وتطوير القدرات الفنية في مجال تشغيل نظام الإنذار المبكر وصيانته بشكل مستدام .

يشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبرت عام 2011 سنة دولية للغابات نظرا للدور الذي تؤديه الغابات في الحفاظ على التربة والمياه والتنوع الحيوي واستقرار الإنتاج الزراعي إضافة إلى أهميتها الاقتصادية والاجتماعية في تحسين المستوى المعيشي للسكان القاطنين بجوارها .

 

 

 

شام نيوز - سانا