وظيفة مدير أعمال المشاهير ليست ترفاً أمريكياً!

وظيفة مدير أعمال المشاهير ليست ترفاً أمريكاً!

 

شام نيوز - تيسير أحمد

وظيفة مدير أعمال الفنانين والمشاهير التي نقرأ عنها في الصحف أو نشاهدها في الأفلام، ليست ترفاً أمريكياً أو لزوم ما لا يلزم، بل هي مهنة غاية في الأهمية يدرك المشاهير الغربيون أهميتها ويدفعون المبالغ الطائلة لأصحابها وهم سعداء.

 


لقد فرضت الثورة الاعلامية والاعلانية التي تعيشها الفضائيات العربية نمطاً مشابهاً من حياة المشاهير على الفنانين العرب، ولكن هؤلاء لم يدركوا حتى الآن خصائص وفوائد مهنة مدير الأعمال باستثناءات قليلة لعل أهمها جيجي لامارا مدير أعمال نانسي عجرم، والذي حولها بفضل حسن إدارته إلى نجمة حقيقية على الرغم من إمكانياتها الصوتية المتواضعة.


ما يدعونا لهذا القول هو التخبط الشديد الذي تعيشه الفنانة المتميزة بصوتها أصالة نصري، ففي العامين الأخيرين على الأقل ارتكبت من الأخطاء ما يفوق أخطاء أي نجمة أو نجم في العالم العربي، حتى وصل الأمر إلى منعها من الغناء في مصر!

 

مشكلة أصالة وغيرها من الفنانين الذين لا يجيدون اللعبة الاعلامية انهم يتصرفون بحسن نية على اعتبار أن التصرف على السجية هو أقصر طريق للممثل أو المغني إلى قلوب الناس. ولكن الذي حصل أن مقدمي برامج الإثارة نيشان وطوني خليفة ووفاء الكيلاني وغيرهم، نجحوا في الايقاع بأصالة وزوجها السابق واستغلوا سذاجتهما الاعلامية واصبح الزوجان الطليقان موضوعاً في البرامج التلفزيونية، وحياتهما الشخصية مجال مهاترات وصلت بالزوج السابق ايمن الذهبي أن يعلن عن مسلسل يتناول حياتهما في أغرب قصة لمسلسل في تاريخ الدراما العربية!

 

المشكلة نفسها أيضاً ولكن بصيغة مختلفة وقعت للنجمة السورية سلاف فواخرجي التي بدرت منها في السنة الأخيرة تصرفات، قد تكون عفوية وبريئة، ولكن تم استغلالها إعلامياً بشكل اساء للنجمة السورية ووضعها في مواقف لا تحسد عليها وخصوصاً علاقتها مع زوجها وشراكتهما الفنية، ما أساء لها ولزوجها الفنان وائل رمضان.

 

ليس المقصود هنا تحميل أصالة أو سلاف مسؤولية التصيد الاعلامي غير النزيه في التعامل معهما، ولكن تحميلهما مسؤولية طيبة نواياهما لأن طريق جهنم معبدة بالنوايا الطيبة كما يقول المثل الشهير.

وكنصيحة صادقة نقول إن أصالة بالذات بحاجة أكثر من غيرها لمدير أعمال ذكي يسيطر على تصريحاتها النارية التي طالت جميع من تعاملت معهم في الوسط الفني، ويمنعها إن أمكن من الظهور في برامج الاثارة التي تتسابق الفضائيات فيها على استضافة الفنانين للغوص في حياتهم الشخصية على اعتبار أن ظاهرة الهوس بحياة النجوم (السيليبريتس) وصلت إلينا أخيراً بعد أن كانت حكراً على نجوم هوليود.

 

موهبة حسن التصرف لا علاقة لها بموهبة الغناء أو التمثيل، صحيح أن هناك فنانين يجيدون اللعبتين معاً، ولكنهما موهبتين مختلفتين، ولذلك فإنه من الطبيعي أن من لا يمتلك موهبة حسن التصرف يوظف مدير أعمال يرفع عن كاهله هذا العبء، لأن حسن التصرف وضبط التصريحات وتوقيع العقود وتحديد الأجور تشكل عملاً معقداً لفنان وقته مشغول بإبداعه.

 

ولنتأمل في شخصية المغنية برتني سبيرز التي تمتلك واحداً من أغبى الوجوه في تاريخ الغناء الأميركي، ولكن هل سمع أحد ما بريتني سبيرز تصرح للصحفيين أو تجري مقابلة ببرنامج على الهواء مباشر.. لا شك ان كوارث كبيرة ستحصل فيما لو وقع مثل هذا الأمر، ولكن وبسبب طبيعة الحياة الفنية الأميركية، هناك مدير أعمال يسيطر سيطرة كاملة على جنون أو غباء سبيرز ويمنعها بقوة القانون من التفوه بأي حماقة، وهي مع ذلك تمتثل له لأنه كما يقولون أدرى بمصلحتها منها.