وفاة الممثل اللبناني زياد مكوك الشهير بـ"خردق"

مكوك في مسلسل ألو حياتي

توفي في بيروت أول من أمس الممثل اللبناني الراحل زياد مكوك المعروف باسمه الفني «خردق»، وصلي على جثمانه في جامع الخاشقجي، وووري في جبانة الشهداء في بيروت.

شارك مكوك في غالبية مسرحيات «شوشو» وفي أعمال إذاعية وتلفزيونية. وقصد مثل غيره القاهرة، وتمكن من الظهور في عدد من الأفلام بأدوار كوميدية صغيرة وعدد من أدوار المغامرات، كما كان شخصية ثابتة في أفلام الأكشن اللبنانية في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي مع مخرجيها وأبطالها يوسف شرف الدين وفؤاد شرف الدين وسمير الغصيني ومحمد المولى. لكنه بعد ذلك غاب عن الشاشة.

في منتصف التسعينات، بدأ رحلته الشاقة في إطلاق مشروع «مسرح الشعب». وفي سبيله، ترشح إلى الانتخابات البلدية والنيابية، واضعاً مشروع «مسرح الشعب» في مقدم برنامجه الانتخابي. كان صادقاً في إدعائه أن ترشحه إنما بهدف لفت الأنظار إلى أهمية إنشاء مسرح للشعب. وبلغ المطاف به الى تعليق لافتات في بيروت في العام 2007 كتب عليها «المغفور له زياد مكوك» بقصد شد انتباه الناس إلى متابعة حوار تلفزيوني له، خصص للحديث عن حلم «مسرح الشعب».

وفي سبيله أيضاً باع أثاث منزله، إلا أن جهوده وسعيه لم تثمر الكثير. والمفارقة أن الخطوة الملموسة الوحيدة على طريق تجسيد هذا الحلم حدثت بفضل شعار انتخابي يلعب على الكلام بالقول «لبنان مسرح الشعب».

أصدر الراحل في العام 2008 كتاباً عنوانه «من طقطق لهلق» أرّخ فيه على طريقته لتجربة «المسرح الوطني» (مسرح شوشو) وسنوات عمله الطويلة مع الراحل حسن علاء الدين (شوشو)، وتذكّره المخرج برهان علوية بدور في فيلمه القصير «مازن والنملة» عام 2008.

في سهرات شارع صبرا حيث عاش طفولته (ولد في زقاق البلاط) لقّب منذ سنّ الخامسة بـ«عنتر» الحكواتي الصغير. حين قرر أن يمتهن التمثيل، طرده والده من البيت، ومنذ ذلك الحين بدأت رحلته الوعرة مع الفرجة التي عشقها. عمل مع مجموعة هواة في المسرح، ثمّ شرّعت أمامه أبواب التلفزيون عندما عرّفه المخرج المسرحي محمد كريّم بمحمد شامل مطلع الستينيات. أسند إليه شامل إحدى الشخصيّات الأساسيّة في مسلسل «يا مدير»، ثم تابع مكوك المشوار في التلفزيون مع «الدنيا هيك»، و«ألو حياتي»... إضافة إلى مشاركته في أكثر من فيلم سينمائي.
سطع نجم زياد مكوك بقوّة على خشبة «المسرح الوطني الشعبي» إلى جانب شوشو ونزار ميقاتي. بين عام 1965 ومطلع الحرب الأهليّة، شارك في 29 عملاً مسرحياً إلى جانب شوشو، وإبراهيم مرعشلي، ومارسيل مارينا، وآخرين من نجوم العصر الذهبي. وبعد الانفصال بين ميقاتي وشوشو، بقي مكوك ممثلاً أساسياً في فرقة «مسرح شوشو» يؤدّي أدوار البطولة الثانية.
في الثمانينيات، سافر إلى القاهرة، وعمل هناك، ليعود بعد الحرب إلى بيروت على أمل إنجاز مشروعه... لم تساعده «ظروف البلد»، وأصبحت إطلالاته الفنيّة متقطعة. عمل في «الإذاعة اللبنانية» ربع قرن، ومن أعماله الدراميّة الأخيرة، مسلسل «الشيخة الأميركيّة» للمخرج زناردي حبيس... لم يشأ أن تمرّ آخر إطلالاته الحواريّة في برنامج «ساعة وفا» مع ميشال الحوراني قبل ثلاثة أعوام عاديّة. فرفع لافتات في شوارع بيروت، كتب عليها «المغفور له زياد»، من أجل دعوة الناس إلى مشاهدة الحلقة على «تلفزيون لبنان». حتّى الأيام الأخيرة من حياته، وكما كتب عنه ذات مرّة طلال حيدر: «بقي يحلم كمن يبني وطناً بالبال».