وفد المعارضة السورية إلى موسكو يرفض لقاء "معارضي الخارج"

يسعى وفد من الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير السورية المعارضة، أثناء زيارة إلى موسكو تبدأ في العاشر من الشهر الحالي، إلى نقل ما أسماه "صورة واضحة عما يحصل في الداخل السوري" إلى الأوساط السياسية المعنية في روسيا، وشكر موسكو، والطلب منها الاستمرار في كبح محاولات التدخل الخارجي التي تعيق، برأي أعضائه، آفاق الحل السلمي للأزمة السورية. ويضم الوفد كلا من قدري جميل، أمين عام اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، وعلي حيدر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، وعادل نعيسة عضو القيادة القطرية الأسبق، وهو سجين سياسي أمضى في السجون السورية قرابة ربع قرن، إضافة إلى الأب المعارض أنطون دورا. وخلال مؤتمر صحفي عقده أمس الخميس في دمشق أعضاء الوفد باستثناء الأب دورا أشار علي حيدر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى أن الجبهة الشعبية كانت منذ البداية الجهة الساعية للزيارة ولم تحاول إقصاء أي من أطراف المعارضة الراغبة بالمشاركة فيها، وقال:" كان باب الوفد مفتوحا للجميع وكانت هناك دعوات ومحاولات مع الجميع للمشاركة، ولكن لكل حساباته ، وفي نفس الوقت نقول إنه ليس لأحد الحق في القول بأننا أقصيناه وليس لأحد أن يطلق سهامه على الزيارة مسبقا لأن باب الوفد كان ولازال مفتوحا أمام الراغبين بالمشاركة فيها". وأكد حيدر أن هدف الزيارة هو " نقل صورة واضحة عما يحصل في الداخل السوري خاصة وأننا نعرف أن ثمة أشياء كثيرة نقلت خطأ أو لم تصور على حقيقتها. نحن كجبهة شعبية لنا وجودنا في كافة المناطق ونحن دائما نميز أنفسنا عن آخرين بأننا كجبهة شعبية وبمكونيها الرئيسيين (اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السورين والحزب السوري القومي الاجتماعي) لنا حضور شعبي في كل المحافظات دون استثناء وموجودون في كل المواقع وبالتالي نستطيع أن ننقل صورا ووقائع قد يعجز عنها حتى الإعلام اليوم كونه يصور من موقع واحد فيما نحن نرسم صورة كاملة"، حسب تعبيره. بدوره نفى قدري جميل أمين عام اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين نفيا قاطعا أن يكون ضمن أجندة الزيارة الاجتماع إلى وفد المعارضة الخارجية الذي يتزامن وجوده في موسكو مع زيارة وفد الجبهة الشعبية، وقال جميل ردا على سؤال لـ"أنباء موسكو" حول المانع من عقد هكذا لقاء:" المانع مبدئي، ثمة معارضة وطنية ومعارضة غير وطنية ، والمعارضة غير الوطنية خط أحمر بالنسبة لنا". واعتبر جميل أن مشكلة مؤتمر اسطنبول الأساسية أنه "استقواء بالخارج واستدعاء للأجنبي تحت مسمى "كود مشفر" اسمه حماية المدنيين، وحماية المدنيين إذا أردنا فك شفرتها تعني حظرا جويا، والحظر الجوي لا يتم إلا بضرب الدفاعات الجوية، وما يلي ذلك من إجراءات تدميرية". وأكد جميل أن الجبهة الشعبية ضد إسقاط النظام لأن ذلك أمر "غير عملي وغير واقعي وغير مفيد"، لكنها مع التغيير الديمقراطي الجذري الشامل بشكل سلمي هادئ يتم فيه التوافق بين القوى الشريفة النظيفة في السلطة والمعارضة حول نموذج سورية القادم"، مشددا على أن زيارة الوفد إلى روسيا هي " للتأكيد للأصدقاء الروس وكي نقطع الشك باليقين بأن الشعب السوري لا يريد تدخلا أجنبيا". وقال جميل في تصريح خاص لـ"أنباء موسكو" عقب المؤتمر الصحفي: نريد من خلال زيارتنا" تحية الموقف الروسي أولا، وأن نطلب منه بأن يستمر بمنع التدخل الخارجي، لأن منع التدخل الخارجي يدعم آفاق الحل الداخلي السلمي والإصلاح الجذري الذي ننشده، ويفتح الآفاق أمام الحراك الشعبي السلمي كي يصل أهدافه." وجدد جميل رفضه لفكرة الوساطة بين السلطة والمعارضة وقال: "سنذهب للتباحث مع الأصدقاء الروس، لكن فكرة أن تكون روسيا وسيطا مباشرا، طبقا لما تطرحه بشكل خاطئ بعض وسائل الإعلام، هي فكرة غير واردة. وأعتقد أنه لا نحن ولا النظام سيقبل بذلك، ولكن أن نقبل بنصح الأصدقاء فهذا شيء آخر وضروري"، حسب تعبيره.