وفد من مسلمي بريطانيا في سوريا: أتينا لنتعلم من الـ"قبيسيات"

اخترنا سوريا لأننا نعرف أن علماءها يتميزون بالخطاب الوسطي المعتدل وهذا ما لمسناه بخبراتنا الشخصية.  بهذه الكلمات عبر أعضاء وفد مسلمي بريطانيا عن السبب الذي دفعهم لاختيار سوريا لزيارتها، بهدف الاستفادة من تجربتها ومن علمائها في مجابهة الأفكار الخاطئة والمتطرفة التي تصدر عن بعض المسلمين والتي تزيد الطين بلّة وتصب الزيت على النار وتعطي فهما خاطئا عن الإسلام في أوساط غير المسلمين.

أما السبب الآخر كما تقول عضو الوفد أنجم أنور وهي بريطانية من أصل باكستاني هو الرغبة في التعلم من العدد الكبير من الداعيات في سورية اللائي يلعبن دورا مهما وأساسيا في الحياة العامة في إشارة إلى "الداعيات القبيسيات" اللواتي كثرت التقارير في الصحافة العالمية وعن دورهن في المجتمع السوري مؤخراً.

أما السفير البريطاني في دمشق سايمون كوليس الذي رفض ربط الإسلام بالإرهاب فيقول أن سبب الزيارة هو تسليط الضوء على حياة وتجارب المسلمين في المملكة المتحدة وعلى المساهمات الكبيرة التي يقومون بها في جميع مناحي الحياة، كما تأتي ضمن برنامج زيارات يقوم بها المسلمون البريطانيون إلى أجزاء مختلفة من العالم الإسلامي.

واعتبر السفير سايمون أن هذا النوع من الزيارات يعزز الشراكات بين المجتمعات الإسلامية البريطانية والمجتمعات الأخرى المعتدلة في العالم الإسلامي وهي توفر الخبرة المباشرة عن كيفية رؤية وممارسة الشعوب في جميع أنحاء العالم لأديانهم، معربا عن أمله في أن تأتي النقاشات والاجتمعات أثناء الزيارة بمقترحات لمشاريع وأفكار تساعد في تعزيز التواصل بين الجاليات المسلمة في بريطانيا وبين سوريا.

وأضاف سايمون: هذه الزيارة ستسمح للوفد بالاطلاع على حالة التعايش الذي تشهده سورية بين أبنائها من مختلف الأديان والطوائف.

عضو الوفد والباحث الاسلامي محمد علي موسوي أكد أنه من المهم جدا أن يدرك العالم الخارجي أننا لا نشعر بأننا ضيوف على بريطانيا وقد يكون هناك أقلية تشعر بذلك، ولكن الأغلبية العظمى لديها نشاطها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي ونحن متجذرون حاليا كجاليات مسلمة، ربما أصولنا مختلفة، ولكننا الآن بريطانيون متجذرون وأغلبيتنا مندمجة في المجتمعات التي نعيش فيها، ونعمل كسائر البريطانيين.

وحول التيارات المتطرفة في أوروبا والتي تحارب الوجود المسلم قال الموسوي: من ينظر إلى تاريخ أوروبا يجد بين الحين والآخر دعوات يمينية تأتي خلال الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وتحاول أن تخلق ضجة حول مجموعة ما، لذا كانت هناك أزمات تتعلق بالسود، وكذلك كانت الفاشية، ومناهضة السامية، والآن "الموضة" هي معاداة الإسلام، وهذا شيء لا أعتقد أنه يخص الإسلام بالتحديد، فقد استهدف جماعات أخرى.

وأكد الموسوي أن هناك مقاومة شعبية لليمين المتطرف ليس من المسلمين فحسب بل من كافة شرائح المجتمع البريطاني حتى إنهم رفضوا ظهور زعيم الحزب اليميني المتطرف على شاشة التلفزيون.

وأضاف الموسوي: نحن نقوم بحملات كبيرة وفعالة في مجتمعاتنا، وعلينا القيام بالمزيد في محاولة توعية الرأي العام وتثقيفه حول الإسلام وحول وجود المسلمين، فنحن موجودون في بريطانيا ولن نخرج ولا داع للخوف.

وفي السياق عينه بين السفير سايمون أن وجود اليمين المتطرف محدود جداً إذ لا يوجد أي عضو في البرلمان يمثل الحزب اليميني المتطرف، ومقاومة هذا الفكر تأتي من خلال التضامن الاجتماعي بين الناس فالأغلبية يرفضون الفكر المتطرف.

وحول موضوع الحجاب قالت أنجم أنور وهي مدرسة محجبة: " أنا المسلمة الوحيدة في العالم التي تعمل في الكاثدرائية الانجليكية، وأحاول أن أقيم حواراً بين المجتمعات المسلمة وغير المسلمة، وأقيم كل طقوسي الإسلامية علما أنني أعمل في كاثدرائية.

وأكدت أنور أنه لا يوجد في بريطانيا دعوات لمنع الحجاب ففي كل مكان يوجد نساء يرتدين الحجاب ابتداء من قصر باكنغهام ووصولا إلى الشرطة مشيرة إلى أن البعض يرى في الحجاب تهديداً ليس في المملكة المتحدة فحسب بل في بعض الدول الإسلامية الأخرى، وفي المحصلة "أستطيع أن أعبر عن نفسي وعن المسلمين وغير المسلمين بكل ارتياح".

وأعربت أنور عن اعتقادها أن  الأحزاب وحتى المتطرفة منها يمكن أن تغير آراءها من خلال الحوار.

وحول النشاطات التي قام بها الوفد قال الموسوي: التقينا نحو 250 من الدعاة والداعيات، كما التقينا طلاب من معهد الفتح الإسلامي ومجمع "أبو النور" وكذلك طلاب المعهد الدولي للعلوم الشرعية.

يشار إلى أن وفد مسلمي بريطانيا بدأ زيارته إلى البلاد في التاسع من الجاري ومن المقرر أن تستمر حتى 13 منه.

 

 

شام نيوز- الوطن