ونحن نباهي بكم الأمم

ونحن نباهي بكم الأمم

زياد غصن - الصفحة الأخيرة


سلامات

ثمة مباهاةٌ حكومية بالإيرادات المتحققة جراءَ الرسومِ المستوفاة من عمليات البيع العقاري.

وتذهب العزةُ بالحكومة إلى درجة اعتبار ذلك من أهم إنجازاتها.

من دون شك، فإن الإيرادات المتحققة جراء رسوم البيوع العقارية، زادت عما كانت عليه سابقاً وبأضعاف مضاعفة، لكن لتسمح لنا الحكومة بطرح النقاط التالية:

النقطة الأولى: حتى تكون عمليةُ المباهاة موضوعيةً، فإنه على الحكومة أن تفرج عن البيانات المتعلقة بعدد عقود البيوع العقارية التي وُثقت قبل تطبيق القانون الجديد وبعده، ولنرَ عندئذ إن كان القانون سبباً في تراجع عدد تلك البيوع، وتالياً توجه مليارات الليرات إلى بديل ادخاري آخر، قد يكون مشروعاً أو غير مشروع...

النقطة الثانية، وتتمثل في القطاع الذي يستحق فعلاً المباهاة فيما لو حققت الحكومة فيه إنجازات نوعية، ونقصد القطاع الإنتاجي، إذ في الوقت الذي يكاد قلب الحكومة يطير فرحاً من الإيرادات المستوفاة من البيوع العقارية، يكاد صناعيون كثر يقتلعون منشآتهم الصناعية والحرفية، ويحملونها معهم إلى خارج البلاد هرباً من إجراءات هذه الحكومة.

للمرةِ الألف... ليس إنجازاً توريدُ عشرات المليارات من الليرات إلى الخزينة العامة، وخسارة مئات المليارات على المديين القريب والمتوسط.

فلكل عمل أرباحُه وخسائرُه. و عدم المقارنة بين الأرباح المتحققة والخسائر المتوقعة، يعني أننا أمام كارثة على المدى المنظور، وهذا للأسف ما تفعله الحكومة، تهلل لمكاسبها الحالية، وتنسى أن البلاد في المستقبل لن تجد، بفعل الإجراءات الحالية، ما يعينها على مواجهة التحديات الكثيرة.