وهاب: إذا سقطت سوريا سنبقى عبيداً لمشروع الشرق الأوسط الجديد

شدد رئيس تيار "التوحيد العربي" الوزير الاسبق وئام وهاب على ان "ما يحصل اليوم ليس بجديد،. المؤامرة هي هي، ولكن الأوجه والطرق والأدوات تغيّرت، فمنذ دخول الجيش الأميركي إلى العراق، حاولوا التهويل على سوريا ليأخذوا منها شرعية شرعية تدمير بلدٍ عربي، ويومها لم يتأثر رئيس سوريا بشار الأسد بكل هذا التهويل، وبدل أن يخضع للإملاءات الأميركية التي وُضعت على طاولته، خرجت سوريا لتقول: لا لن نعطي الشرعية لإحتلال العراق، بل سنقاوم، وهذا فعلاُ ما حصل".
وتوجّه للحاضرين: "لقد لعبتم دوراً كبيراً في حلب، إلى جانب المقاومة العراقية التي نوجّه لها ألف تحية كونها هي التي أطلقت الرصاصة الأولى على المشروع الأميركي في المنطقة، ولعبتم الدور الأكبر في دعم المقاومة العراقية، وكل هذا كان بقرار كبير اتخذه بشار الأسد وحيداً في هذه الأمة العربية. ولا ننسى أنّ مَن ينظّرون اليوم ويتحدّثون عن الديمقراطية، هم نفسهم الذين استسلموا للأميركيين، وكانوا يحاولون فعل أي شيء لإرضائهم، فاستدّوا سيوفهم لذبح العراقيين، إلا الرئيس الأسد الذي بقي وحيداً في هذه الأمة، وعندما جاء كولن باول بشروطه، قال له: اذهبوا أنتم وشروطكم إلى الجحيم فقد قررتُ المواجهة. يومها، لم يكن وحيداً، بل كان كل الشعب السوري متفهّماً لدور سوريا، ووقف إلى جانب رئيسه ودولته، وكنتم أنتم مَن قبِل التحدّي وكانت سوريا هي العقبة التي أسقطت كل النتائج السياسية لإحتلال العراق".
وهاب وخلال ندوة له في حلب بدعوة من غرفة تجارة وصناعة حلبـ، لفت الى انه "حتى لو احتل العراق ودُمِّر جزءاً كبيراً منه، ولكن بقيت سوريا في ظل هذه الحرائق المتنقلة في كل المنطقة، صامدة ومتماسكة، لذلك لم يكن لدينا خوف على هذه الأمة. كنا نقول إذا بقي القلب سليماً فالمسألة بسيطة، إذ يمكن تحرير العراق، وإيجاد تركيبة سياسية لائقة به مع انسحاب الأميركيين منه، وكنا نقول إذا بقي القلب سليماً فالمقاومة في لبنان وفلسطين ستبقى سليمة".
ورد وهاب على ما يعيرونا بان المقاومة في لبنان شيعية، مشددا على انه "أنا شيعي في لبنان لأن المقاومة شيعية، ولكنني سنّي في فلسطين والعراق لأن المقاومة سنية، وهذا ما فعتله سوريا بدعمها للمقاومات الشيعية والسنية. وحين وافقت كل الدول الكبرى التي تملك حق الفيتو في مجلس الأمن على الإحتلال الأميركي للعراق، بقي بشار الأسد وحيداً كالرمح شامخاً في هذه الأمة، وعندما رفضت سوريا الإستسلام لمحاولات دخول القوات الأميركية إلى حدودها، بدأت مؤامرة من نوع آخر من خلال الذهاب إلى الساحة اللبنانية، ظناً منهم أنهم بضرب سوريا في لبنان، يضربونها في قلب دمشق".
وتابع وهاب: "ثم كانت المؤامرة الكبرى عبر اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري الذي اغتيل لأنّ سوريا يومها لم تقبل بالقيام المهمة التي أوكلها إليها القرار 1559، والذي يهدف للقضاء على المقاومة وتحقيق الأهداف الإسرائيلية. لقد انسحب الرئيس الأسد من الساحة اللبنانية، لكنه لم يترك المعركة بل ذهب إلى المعركة الكبرى واعتبر أنّ الحرب مع أي طرف في لبنان هي حرب من "أذناب" المشروع الأميركي، وبدأ بدعم المقاومات العراقية واللبنانية والفلسطينية لمواجهة الأهداف الأميركية، حتى كان الدعم الأكبر في حرب تموز التي وضعت حدّاً للشرق الأوسط الجديد".
واشار الى انه "بعدها، أخذ المتضررون من هذا السقوط، التفكير في الطريقة الأمثل لإنعاش المشروع الأميركي في المنطقة، إلا أن الموقف السوري كان الموقف العربي الوحيد الداعم لاحقاً للمقاومة الفلسطينية في غزة".
واعتبر وهاب ان "سوريا اليوم ستقرر مصير مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أطلقه جورج بوش بغباء ويكمله اليوم بذكاء باراك اوباما، وإذا كان هناك خطة اصلاح حقيقية، ستصل سوريا حتماً إلى المكان الذي تجد فيه تطويراً كبيراً في أنظمتها، لكن عليكم البقاء إلى جانب الرئيس الأسد، فسوريا أمانة في أعناقكم".
وشدد على ان " ضمانة الأمّة هو أن نبقى شعباً واحداً، فعندما نتحوّل إلى مذاهب تصبح إسرائيل هي الآمرة الناهية، وعندما نصبح أمّة تصبح إسرائيل الأضعف بيننا. لذلك، فلنحمِ سوريا معاً، لأنّ حمايتها هي حماية للبنان وفلسطين وأملٌ باستعادة القدس وتحرير العراق، وإذا سقطت سوريا، فأبشروا سنبقى عبيداً لمشروع الشرق الأوسط الجديد".