ويكيليكس: دول عربية طالبت واشنطن بوقف البرنامج النووي الإيراني ولو بالقوة

بدأ موقع ويكيليكس في نشر مقتطفات مما يقدر بنحو ربع مليون وثيقة من الوثائق المهمة لمراسلات السفارات الأمريكية في الخارج مع واشنطن فيما وصف بأنه تحد واضح للحكومة الامريكية.
وتشير إحدى الوثائق إلى أن إسرائيل كانت قد بحثت مع القيادتيْن الفلسطينية والمصرية عمليتها العسكرية في قطاع غزة قبل شنها بالفعل مطلع العام الماضي واقترحت عليهما تسليمهما دفة تصريف شؤون القطاع حال دحرها حركة حماس . وبحسب الوثيقة فقد رفضت القيادتان الفلسطينية والمصرية العرض الإسرائيلي.
وكانت وثائق أخرى قد نسبت إلى جهاز الموساد الإسرائيلي خطة لإسقاط النظام الإيراني. وكشفت الوثائق أيضا ان رئيس الموساد مئير داغان خطط لقلب نظام الحكم في ايران.
وقد طرح داغان هذه الخطة في لقاء عقده مع مساعد وزيرة الخارجية الامريكية نيكولاس بيرنس ويتضح ان هذه الخطة تشمل خمس مراحل, ومنها جولة ثالثة من العقوبات الدولية على ايران وعمليات سرية للمس بالقدرات التقنية الايرانية واستهداف الجهاز المصرفي الايراني ثم اثارة اضطرابات قد تؤدي الى سقوط النظام.
وتشير الوثائق الى ان اسرائيل شددت موقفها من الملف النووي الايراني مع مرور الوقت حيث اكد مسؤولون اسرائيليون وفي مقدمتهم وزير الدفاع ايهود باراك ان العام 2010 هو العام الحاسم. واعتبر باراك ان هناك نافذة فرص تتسع لما بين 6 و18 شهرا للجم البرنامج النووي الايراني.
وفي برقية بعثتها السفارة الامريكية في تل ابيب الى واشنطن جاء عن مسؤولين اسرائيليين اخرين انه سيكون من الاصعب استهداف المنشآت الايرانية مع مرور الوقت.
ويستدل من الوثائق ان الاستخبارات الامريكية شككت في التقديرات الاسرائيلية اذ انها اعتبرتها اكثر تشاؤما من تلك الامريكية, وفي اجتماع عقده وزير الدفاع الامريكية روبيرت غيتس مع نظيره الفرنسي اعتبر غيتس ان اسرائيل قادرة على ضرب المنشات النووية الايرانية بمفردها غير ان مثل هذا الهجوم سيؤخر هذا البرنامج ما بين عام وثلاثة اعوام وقد يؤدي الى رص صفوف الشعب الايراني.
كما اعتبرت اجهزة استخباراتية امريكية ان التعاون بين ايران وروسيا وكوريا الشمالية في مجال الصواريخ البالستية يشكل مبعثا للقلق .
من جهة اخرى قال مستشار سابق للامن القومي الاسرائيلي ان تسريبات موقع ويكيليكس عن الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة لكبح البرنامج النووي الايراني تمثل مكاسب غير متوقعة على صعيد العلاقات العامة بالنسبة لاسرائيل.
وقال جيورا ايلاند الجنرال الاسرائيلي المتقاعد الذي عمل مستشارا للامن القومي لرئيسي الوزراء السابقين ارييل شارون وايهود أولمرت "هذه (التسريبات) لا تضر باسرائيل على الاطلاق ربما العكس."
وأضاف: "لو كان هناك ما يتعلق بالمسألة الايرانية ففي رأيي أن هذا يفيد اسرائيل لان هذه التسريبات تظهر أن اهتمام دول عربية مثل السعودية بايران اكبر بكثير من اهتمامها بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني على سبيل المثال."
وقال المعلق سيفر بلوتزكر الذي يكتب في صحيفة يديعوت احرونوت اكبر صحيفة اسرائيلية ان "صورة واحدة دقيقة وواضحة" ظهرت, وهي أن "العالم بأسره وليس اسرائيل فحسب مرعوب من البرنامج النووي الايراني."
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو: "في هذه الامور (الدبلوماسية) تكون هناك عادة فجوة بين ما يقال في العلن وما يقال في السر, وفي اسرائيل الفجوات ليست كبيرة جدا لكن في بعض الدول الاخرى بالمنطقة تكون الفجوات كبيرة للغاية."
وتعتبر اسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها الدولة الوحيدة بالمنطقة التي تملك ترسانة نووية أنها هي الوحيدة المهددة باحتمال امتلاك ايران قنبلة نووية وهي تسعى منذ فترة طويلة الى حشد التأييد للتدخل الاجنبي.
ويعتقد بعض المحللين أن اسرائيل تفتقر الى القوة التسلحية اللازمة لشن هجوم وقائي وقد تحجم عن اثارة حرب جديدة بالشرق الاوسط مع ايران التي تنفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
ويقول موقع ويكيليكس ان وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس سـُـئل في اجتماع مغلق في شباط الماضي عن احتمال شن اسرائيل هجوما فرد قائلا انه لا يعلم ان كان سينجح لكن اسرائيل يمكن ان تنفذ عملية.
وتورد برقية أخرى من ايار 2009 ابلاغ وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أعضاء الكونغرس الامريكي بأن هناك فرصة تتراوح بين ستة و18 شهرا لضرب ايران دون الحاق "أضرار جانبية غير مقبولة."
واعترف ايلاند بأن موقع ويكيليكس عكس درجة من "المبالغة" الاسرائيلية لكن بلا تهور.
وقال: "في الوقت الحالي على الاقل لم يتم الكشف عن سر من أسرار الدولة بشأن خطط العمليات او القدرات المخابراتية
ومن اهم التسريبات التي تناقلتها عدة صحف أن زعماء عربا بينهم العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز حثوا الولايات المتحدة على وقف البرنامج النووي الايراني بأي وسيلة بما في ذلك القوة العسكرية.
ومراسلات السفارات الامريكية المسربة، التي نشرت مطولة في صحف من بينها "نيويورك تايمز" و"الغارديان" تشير الى ما وصفته بـ "حقيقة شكوك السعوديين والأردنيين وغيرهم في نوايا إيران النووية".
وذكرت الغارديان نقلا عن إحدى الوثائق أن السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير قال ان العاهل السعودي "يدعو الولايات المتحدة الى مهاجمة ايران لوقف برنامجها النووي".
وذكرت الوثيقة أيضا ان العاهل السعودي نصح الأمريكيين بـ"قطع رأس الأفعى" وشدد على ان العمل مع الولايات المتحدة لمواجهة التاثير الإيراني في العراق هو اولوية استراتيجية للسعودية.
وأوردت وثيقة نشرتها الصحيفة ان ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة اكد في الأول من تشرين الثاني 2009 خلال استقباله الجنرال الأمريكي ديفيد بترايوس أنه يجب وقف البرنامج النووي الإيراني, مضيفا ان "خطر تركه يفوق خطر وقفه".
واضافت الصحيفة ان وثائق عدة تعكس رغبة دول الخليج في الحصول على سلاح أمريكي.
فقد كتب دبلوماسي أمريكي في التاسع من شباط 2010 ان ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد "يعتبر ان منطق الحرب يسود المنطقة, وهذه القراءة تفسر هاجسه بتعزيز قوات الامارة".
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني خلال لقائه مساعد وزير الطاقة الأمريكي دانيال بونينان في العاشر من كانون الأول/ 2009 "انهم يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم", واصفا العلاقة بين بلاده وايران.
كذلك كتب دبلوماسي اخر من القاهرة في شباط 2009 ان الرئيس المصري حسني مبارك "يكن كرها شديدا للجمهورية الاسلامية".
وكان القائمون على الموقع قد اعلنوا انه تعرض لعملية قرصنة قبل ساعات من نشر تلك الملفات السرية. جاء هذا في بيان على الموقع الاجتماعي تويتر.
شام نيوز