ينابيع لليهود فقط

 

عثر المستوطنون على طريقة جديدة لتنغيص حياة الفلسطينيين: تحويل الينابيع ومصادر المياه الى مواقع التخليد والبؤر السياحية، كما أفاد تسفرير رينات في «هآرتس» (20/11). وكأنه لا يكفي ان ليس للفلسطينيين قدرة على الوصول الى معظم هذه الينابيع وذلك لان الطرق المجاورة للمستوطنات مسدودة في وجوههم – الان ترفرف هناك أعلام اسرائيل والوصول الى بعضها هو عبر المستوطنات.
«كجزء من خطط التنمية في وزارة السياحة والمجلس يتم ترميم الينابيع وجعلها مواقع سياحية ممتعة... وهي مفتوحة للجمهور الغفير»، كتب في منشورات المجلس الاقليمي بنيامين. غير ان ليس له جميعه. هذه الكلمات المغسولة التي تبرر المبادرة، هي مجرد المقدمة للوصف: «لاسباب امنية واضحة وعقب العمليات التي وقعت في الماضي فان الجيش الاسرائيلي لا يسمح للعرب بالوصول الى الينابيع المجاورة للمستوطنات». 

 


هذه هي طريقة للتنكيل بالفلسطينيين وسحب الارض من تحت أقدامهم، بإدارة المستوطنين: في البداية تقام مستوطنة (قانونية مزعومة) او بؤرة استيطانية (غير قانونية حسب كل القواعد)، وعندها فإن الجيش الاسرائيلي الملزم بسلام المستوطنين، لا يسمح بالعبور للفلسطينيين من هناك. ولا يكتفي المستوطنون بذلك، بل يفتعلون استفزازات. فالسيطرة على الينابيع لا تمنع الفلسطينيين فقط من حق الوصول الى مصادر المياه بل وتخلق استفزازا عنيفا. فنصب يافطة تشطب الاسم العربي وتوجد بدلا منه اسما عبريا، هدم مبنى عتيق واقامة موقع تخليد بدلا منه، يلفق ذكرى يهودي مستوطن حصري – هو استفزاز بكل معنى الكلمة. أما الان فيقول الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي ان «حق الوصول الى الينابيع كفيل بان يتغير. منعا لاحتكاكات عنيفة». وهكذا فان المستوطنين ينالون جائزة مزدوجة: بدلا من معاقبتهم على نشاط على نمط الغرب المتوحش فان الدولة تقف خلفهم وتوفر لهم الحماية والميزانيات.

 


مع ان وزارة السياحة تنفي بأنها تشارك في التنمية السياحية للينابيع، ولكن هذا لا يكفي. على الحكومة أن تفهم بان الافعال الاستعمارية المخجلة هذه من شأنها أن تجعل من الصعب تسويق اسرائيل كدولة ديمقراطية مفتوحة. يجمل بها أن توقف فورا نشاط المستوطنين الضار.

 

HAARETZ