«يورونيوز العربية» تسعى للحاق بـ«الجزيرة» و«سي.أن.أن»

تعددية اللغوية هدف عملت لتحقيقه إدارة محطة «يورونيوز» منذ إطلاقها العام 1993، واستكمله فيليب كايلا منذ توليه منصب الإدارة في المحطة العام 2003. لتصبح «يورونيوز» أول محطة تلفزيونية عالمية تبث بعشر لغات بعد أن أطلقت قناتها الناطقة بالفارسية في تشرين الأول الماضي.
وكانت المحطة أطلقت قناتها باللغة العربية، العام 2008 بدعم من الاتحاد الأوروبي. وأصبحت تصل اليوم إلى 320 مليون منزل في 151 بلداً في العالم.
فيليب كايلا، الذي كان يرأس قسم المشاريع الجديدة في شركة الأقمار الصناعية الأوروبية «يوتلسات»، وكان يعمل قبلها مسؤولاً عن تطوير الأعمال في هيئة البث الوطنية الفرنسية (تلفزيون فرنسا)، يضع كل طاقاته وخبرته في مجال التكنولوجيا والتلفزيون لتطوير المحطة، بجعلها تبث بست عشرة لغة.
على هامش توقيع مشروع الشراكة بين «يورونيوز» ومؤسسة الفكر العربي. قال كايلا لـ«السفير» إن المحطة منبر للمستقلين في آرائهم، كونها تترك الرأي للمشاهد من خلال خصوصية برامجها وأخبارها».
وعن نسبة مشاهدي المحطة «في العالم العربي؟ يقول إن «يورنيوز» العربية محطة حديثة نسبياً، وما زلنا نعمل على تطوير برامجنا لمواكبة العالم العربي وتطوره. ليس لدينا أرقام دقيقة بالنسبة للمشاهدين في العالم العربي. وقعنا شراكة على مستوى البث لساعة يومياً مع «تلفزيون لبنان»، ما قد يزيد نسبة المشاهدين على الصعيد اللبناني. ولكننا لم نصل بعد الى نسبة المشاهدين كالتي تحصل عليها قنوات «الجزيرة» أو «العربية» وحتى «سي.ان.ان». ولكن موقع «يورونيوز» الإلكتروني باللغة العربية يدخل إليه شهرياً حوالى 6% من متصفحي الانترنت. ونسعى إلى عكس إيمان المحطة بالتنوع الثقافي من خلال توقيع الشراكة مع «مؤسسة الفكر العربي» كباكورة مشاريع مع المؤسسة.
تتمتع «يورونيوز» بخصوصية عدم وجود مذيع لتقديم الأخبار ولا حتى مراسلين ميدانيين، إضافة إلى فقرة «من دون تعليق». هل برأيك هذه الخصوصيات يمكن أن تضعف من نسبة المشاهدين العرب خصوصاً أنهم معتادون على نمط إخباري معين؟
يجيب كايلا على السؤال بالقول: «نتوجه إلى فئة لا تريد أن يوجهها أحد، حرة بآرائها وتفكيرها، ولمشاهدين لا يملكون الوقت للتحليل ولكن لديهم الفكر التحليلي. «يورونيوز» نافذة على العالم لمن يرغب بالسفر إلى أماكن جديدة. وأرى أن هذه الفئة هي أكثرية في العالم العربي، على عكس ما يتداول في هذا الإطار».
هل تخافون من أزمة مصداقية مع المشاهد العربي، كما هي حال بعض القنوات التلفزيونية الغربية الناطقة بالعربية؟
ينفي كايلا ذلك قائلاً: «لا يمكن للمشاهد العربي أن يكون لديه أية هواجس مع قناة «يورونيوز»، فالمحطة لا تنتمي إلى أي بلد، حتى ولو كان الاتحاد الأوروبي هو الذي يمولها. فلدينا أيضاً شراكات عربية ومغربية تحديداً وروسية وتركية. كما أننا نبث الخبر ونلخص كل الآراء، ولا نعطي أحكاماً، بل نترك للمشاهد حرية الرأي».
بين عامي 1997 و1999 كانت هناك نسخة عربية من «يورونيوز»، ممولة من المفوضية الأوروبية، لكنها أوقفت مع توقيف التمويل من المفوضية. هل يمكن أن يعاد توقيف القناة العربية بعد ثلاث سنوات، أي بعد انتهاء مدة عقد التمويل مع الاتحاد الأوروبي؟
يجيب كايلا بالقول: «آمل ألا يحدث هذا. ولا أظنه سيحدث، في المرة السابقة أوقفت المفوضية التمويل ولم يكن لدينا شراكات. اليوم الاتحاد الأوروبي مهتم بمشروعنا ونعتمد على شراكاتنا العربية والروسية والأوروبية. بالإضافة إلى موارد مالية تؤمنها الخدمات التجارية والإعلانية».
وعن آلية تطوير المحطة تكنولوجياً يقول: «نسعى إلى إيصال المحطة إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدين في العالم، فهدفها تبادل الثقافات ونشرها. وفي العام المقبل تنطلق القناة باللغة الأوكرانية، وسنسعى للوصول إلى 90% من المشاهدين في العالم بلغاتهم المحكية. بالنسبة للمستقبل الرقمي للقناة، اليوم تستطيعون مشاهدة «يورونيوز» على Ipad، والتقاط البث الحي على الهواتف الخلوية، ونعمل اليوم على تطوير خدمة طلب الفيديو عبر الإنترنت والهواتف أيضاً.

 

 

شام نيوز- السفير