يوم بدون سيارات في أوروبا

خلت شوارع العواصم الأوروبية، الاحد، من السيارات التي تركت مكانها للراجلين ومستعملي الدراجات الهوائية ووسائل النقل العمومي الأخرى في إطار تقليد «يوم بدون سيارات» السنوي الذي تبناه الاتحاد الأوروبي.
وتم تنظيم «يوم من دون سيارات» لأول مرة في فرنسا عام 1998، وتهدف هذه المبادرة إلى دفع المواطنين لإبداء رأيهم في ملف النقل المستدام في المناطق الحضرية والحث على تغيير سلوكياتهم فيما يتعلق بطرق التنقل والتحرك في أفق وضع استراتيجية للنقل أكثر ملاءمة للبيئة، كما تأمل المؤسسات الأوروبية.
وينتظر كثير من المواطنين هذا اليوم بفارغ الصبر ويدافعون عن تنظيمه أكثر من مرة في السنة لما فيه من فوائد للحفاظ على البيئة وسهولة في الحركة لجميع أفراد العائلة.
وتقول نوريا الموظفة في بلدية بروكسل «عدم استعمال السيارات في هذا اليوم يسهم بالتأكيد في الحفاظ على البيئة.. لكننا في حاجة إلى تنظيم أكثر من يوم واحد في السنة وفي كل مدن العالم، فهذه هي الطريقة الوحيدة بحسبي للمساهمة فعليا في الحفاظ على كرتنا الأرضية».
أما أليس التي تعمل في قطاع التشغيل فيروقها احتلال الراجلين للشوارع، وتقول لوكالة الأنباء الفرنسية «أسكن وسط المدينة حيث حركة السيارات كثيفة في كل أيام الأسبوع وهو ما يشكل خطرا على اﻷطفال، وأنا اعتدت السماح لهم بالخروج غير مصطحبين في هذا اليوم لأنه لا خوف عليهم». ووفقا لموقع الساهرين على تنظيم «يوم دون سيارات»، فإن 87% من المواطنين ينظرون إلى هذه المبادرة على أنها جيدة، ففيه تقل الضوضاء من 6 إلى 8 مرات مقارنة بالأيام العادية بينما تنخفض من 3 إلى 4 مرات جسيمات ثاني أكسيد النيتروجين في الهواء.
كما يقل تركز الجسيمات الملوثة في الهواء بالشوارع الرئيسة في هذا اليوم 10 مرات مقارنة بأيام الأسبوع العادية، وفي الأنفاق 62 مرة.
وعلى الرغم من ارتفاع أعداد المواطنين المطالبين بزيادة عدد الأيام من دون سيارات في بروكسل إلا أن الوزيرة البلجيكية للتنقل بريجيت غرويلز أكدت أن «يوما واحدا فقط دون سيارات كاف، ولن يكون هناك طالما ظلت هي وزيرة، يوم آخر بلا سيارات في المدينة».
موقف يسانده عدد من المواطنين الذين يرون ـ على العكس من الأغلبية ـ أن هذا التقليد ينعكس سلبا على الاقتصاد، خاصة أن عددا من المدن الأوروبية غير مجهزة بشكل جيد بوسائل التنقل العمومية.