يوم تُذكرون وحتى فجر الظهور.. مخطوفو سوريا.. أنبياء الحرب.. عليكم سلام

يوم تُذكرون وحتى فجر الظهور.. مخطوفو سوريا.. أنبياء الحرب.. عليكم سلام

شام إف إم - سامر يوسف

بدأت منذ أيام على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة أطلقها ناشطون وذوو مخطوفون من أفراد الجيش السوري، يذكرون بمخطوفيهم منذ سنوات، وحدد الناشطون يوم 20 الشهر الجاري ليكون ذكرى لهذه الحملة، ويتوافق هذا التاريخ مع اليوم الذي سيطرت فيه المجموعات المسلحة على مشفى الكندي بحلب واختطفت العديد من عناصر الجيش.

تحدث (مكسيم منصور) من الناشطين بالحملة وأخ أحد المخطوفين لشام إف إم مشيراً إلى أن الحملة ليست وليدة اللحظة والفكرة موجودة منذ زمن، وهناك حاجة لتسليط الضوء على المخطوفين في ظل إحساس الأهالي بأن قضيتهم نُسيت، أما عن سبب اختيار التاريخ وربطه باختطاف الجنود من مشفى الكندي، نوه منصور أن هذا التاريخ كان له وقعه عند الكثير من السوريين.

الحملة التي دعت لتوحيد صورة  "البروفايل" الشخصية على الفيسبوك بصورة تذكر بيوم المخطوف السوري، استقبلت على صفحتها الرسمية العشرات من القصص عن مخطوفين من عناصر الجيش السوري والمدنيين في المناطق التي كانت ساخنة يوماً ما خلال الحرب السورية.

التضامن شعبي!

لقيت الحملة انتشاراً واسعاً وتضامناً شعبياً حيث بدأ العديد من السوريين بتغيير صورهم الشخصية على الفيسبوك بالصورة التي اعتمدتها الحملة يقول مازن مصطفى أحد الناشطين في الحملة: " إنه من الطبيعي أن يكون هناك تضامن كبير من قبل أهالي المخطوفين والمفقودين، هذا الحراك الأول من نوعه في سوريا بعد 8 سنوات من الحرب"، ويتابع مصطفى أنه ما كان لافت في الحملة هو تضامن العديد من المهاجرين الذين ترجموا النداءات التي أطلقتها الحملة إلى أكثر من 12 لغة حول العالم.

حمل الناشطون في الحملة رئيس تركيا "رجب طيب أردوغان"، المسؤولية الكاملة بما جرى للمخطوفين، حيث يتواصل الناشطون مع محامون في الخارج لتسير الحملة بالشكل القانوني.

وبالنسبة للفريق الذي عمل للحملة بدأ بـ 5 أشخاص لكن اليوم كل من تضامن مع الحملة هو من الفريق على حد تعبير "مكسيم منصور"، الذي أضاف أن يوم 20 الشهر الحالي هو يوم تذكاري للحملة ويمثل البداية للانطلاق بخطوات أخرى يمكن أن تتطلب التعاون مع جهات حكومية مثل
"هيئة المصالحة الوطنية، وزارة الخارجية، وزارة الدفاع" أو أي جهة يمكن أن تساعد في معرفة مصير المخطوفين.

وفي سياق آخر يشير مازن مصطفى إلى أنه يجب تصنيف حالات المخطوفين والمفقودين بحسب مكان وزمان كل حالة والجهة الخاطفة والأدلة عليها سواء كانت وقائع مثبتة أو من جهة التحليل المنطقي لها.

صعوبات الحملة

ينتظر مكسيم أخاه ... سيبذل كل ما بوسعه ولن يتراجع ليعرف مصيره كما الكثير من العائلات السورية التي تنتظر مخطوفيها، كما تواجه الحملة العديد من الصعوبات المتمثلة بغياب الاهتمام الحكومي بقضية المخطوفين وعدم التعاطي معها بشفافية مطلقة مما زاد معاناة الأهالي وشعورهم بفقدان الأمل على حد تعبير "مازن مصطفى"، ويتابع أن الصعوبة الثانية تتمثل في تعامل  الأهالي مع هذه الملفات بشكل عاطفي وهذا منطقي وطبيعي لكن لا يمكن الوصول من خلاله إلى خطوات عملية، فالأهالي اليوم ومن خلال التواصل مع الفريق يشعرون بالوحدة ويتمنون مخطوفهم أن يكون شهيداً، وذلك لعدم قدرتهم على تحمل فكرة أنه على قيد الحياة منذ سنوات ويتعرض لكل أشكال التعذيب والبرد والمرض والأسر، وهذا ما لا يجب أن يستمر تحت أي عنوان وأي سبب وقضية المخطوفين لن تموت إلا حين الكشف عن مصيرهم بالأدلة والإثباتات القطعية، فهدف الحملة هو إعادة المخطوفين الأحياء واسترجاع جثامين الشهداء.

20/12/2018 .... تاريخ البداية

يذكر القائمون على الحملة أن يوم 20-12 هو إعلان عن بدء العمل الحقيقي في الحملة وليس يوم انتهاء للحملة، هو ذكرى سيتم إحياءها كل عام في مثل هذا التاريخ للتأكيد على مواصلة الجهود للكشف عن مصير المخطوفين، ويشير "مصطفى" أنه يتم التشاور في عدد من الحقوقيين في داخل وخارج الأراضي السورية، لتتحرك قضائياً في المحاكم الدولية المعنية بجرائم الحرب ضد الإنسانية بحق الجهات والدول التي غطت عمليات الخطف وقدمت الدعم للمجموعات المسلحة المسؤولة عن القتل والخطف والمقابر الجماعية بحق المدنيين والعسكريين، واستخدمهم كورقة ضغط للحصول على مكاسب سياسية.

والجدير ذكره وبحسب فريق الحملة أن للحملة خطة عمل متكاملة ستدمها للجهات المعنية للوصول إلى أفضل ما هو ممكن في هذا الملف.

وتبقون أنتم أنبياء الحرب.. جنود الوطن... في كل زمان ومكان.. عليكم سلام