يوم دامٍ في لبنان.. "الله معك يا بيت صامد بالجنوب"

علي خزنه _ شام إف إم

الأصوات النشاز والعنصرية التي تصدر بين الحين والآخر من لبنانيين ضد سورية، لم تؤثر على رد فعل الشعب السوري حيال العدوان الإسرائيلي على لبنان، فما يحدث هو بمثابة الاعتداء على سورية.

وتجسيداً لـ "شعب واحد في بلدين"، يلمس التضامن من خلال تغريدات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي معلنين تضامنهم مع لبنان، واستعدادهم لاستقبال أي موجة نزوح من اللبنانيين إلى الأراضي السورية التي كانت الملجأ الأول لكل لبناني خلال حربي 2000 و 2006 اللتين خاضتهما المقاومة اللبنانية لتحرير الجنوب وفرض قواعدها في اللعبة العسكرية والسياسية على الكيان الإسرائيلي.

اليوم تشتد الغارات الجوية على جنوب لبنان، حيث أعلن وزير الداخلية اللبناني لوسائل إعلام أن " لبنان كله يتعرض للحرب وعلى المواطنين التماسك"، فيما بين وزير الصحة لوسائل الإعلام ظهر الإثنين عن "ارتفاع عدد شهداء العدوان على لبنان إلى 275 والجرحى إلى 1024".

 

نزوح داخلي في لبنان

يروي مراسل شام إف إم في بيروت عن وجود حركة نزوح داخلي في لبنان من الضاحية الجنوبية إلى المناطق التي لم تتعرض للقصف الإسرائيلي، ولا يمكن توصيف الحركة باتجاه سورية بأنها نزوح واصفاً الحركة باتجاه سورية بالطبيعية لغاية الآن.

 

تجهيز منازل لاستقبال لبنانيين!

تقول مصادر محلية لـ"شام إف إم" في دمشق عن قيام عدد من العوائل القاطنة بدمشق بتجهيز مراكز ومنازل لاستقبال اللبنانيين في حال قدوم الأشقاء من بلدهم الأول لبنان إلى بلدهم الثاني سورية، إضافةً إلى تجهيزات دوائية وطبية ليصار لاحقاً الإعلان عنها بشكل مفصل.

فيما تروي عبير وهي من سكان حي برزة مسبق الصنع أنها على استعداد لاستقبال عائلة لبنانية في منزلها إذا لزم الأمر، مشيرةً إلى أنها ترى أن الوضع الميداني في لبنان بات يشكل خطراً على الأهالي.

فيما يصف خليل وهو مقيم في منطقة المزة أن لبنان وسورية شعب واحد في بلدين وهو على استعداد لفتح منزله واستقبال ما يتسع من لبنانيين إن كانت عائلة واحد أو عائلتين.

تستذكر خلود وهي من سكان المزة أيضاً أنها في عام 2006 استقبلت في منزلها عائلة لبنانية ورغم عودتهم إلى لبنان بقوا على اتصال دائم وأصبح بينهما زيارات، وخلال اليومين الماضيين تواصلت معهم لتعود وتخبرهم أن منزلها مفتوح لاستقبالهم.

 

سورية تدين ما يجري في لبنان

أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين بياناً جاء فيه " إمعاناً في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الإسرائيلي على المنطقة، يواصل هذا الكيان الغاصب سفك دماء الأبرياء وارتكاب المجاز بحق المدنيين العزل يومياً، في سابقة لم يشهد التاريخ الحديث مثيلاً لها".

 

وأردفت وزارة الخارجية، أنه منذ صباح اليوم يشن العدو الإسرائيلي عدواناً مستمراً على الشعب اللبناني الشقيق، حيث تقصف صواريخه وطائراته الحربية البشر والحجر، مستهدفة الأبنية السكنية في مناطق الجنوب اللبناني، وسيارات الإسعاف، والمراكز الطبية، وقوافل السيارات المدنية، ما أدى إلى استشهاد المئات، وإصابة الآلاف من المدنيين الأبرياء، أطفالاً ونساء

 

وأكدت وزارة الخارجية، "سورية إذ تدين وتستنكر بأشد العبارات هذا الهجوم الوحشي الجبان، وتشدد على أن مثل هذه الأفعال الإجرامية يجب أن تدان من قبل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، تؤكد أنها ما كانت لتحدث لولا مظلة الحماية والتواطؤ التي توفرها الولايات المتحدة الأمريكية للكيان الإسرائيلي، الذي يتصرف وكأنه فوق القوانين الدولية وفوق ميثاق الأمم المتحدة، وبمنأى عن أي محاسبة على أفعاله الشنيعة ".