يوم كان لدمشق كلها مُسحِّر واحد..!!!

تيسير أحمد- شام نيوز
على الرغم من التقدم التقني، واختراع الساعات المنبهة الميكانيكية والالكترونية، ما تزال ظاهرة التحسير البدائية منتشرة في الكثير من المدن العربية، فطقس التسحير طقس رمضاني لا يغني عنه أحدث الاختراعات الكترونية من موبايلات وغيرها والتي تضبط المواقيت بدقة بالغة وتصدر الأصوات التي نريدها.
ومن الشائع حالياً أن يمر المسحر أو المسحراتي ناقراً على طبلته والناس مستيقظون يراقبون حركته ويستمعون لعباراته التي تذكرهم بعصر مضى، وبطقس يحبون أن يعيشوه بكل حذافيره.
التسحير في عهد صلاح الدين
يحدثنا الرحالة الأندلسي ابن جبير في القسم الخاص بالحجاز من رحلته التي شملت مختلف بلدان العالم الاسلامي في عهد صلاح الدين الأيوبي بقوله : "والمؤذن الزمزمي يتولى التسحير في الصومعة التي في الركن الشرقي من المسجد، بسبب قربها من دار الأمير ، فيقوم في وقت السحور داعيا ومذكرا ومحرضا على السحور، ومعه أخوان صغيران يجاوبانه ويقاولانه . وقد نصبت في أعلى الصومعة خشبة طويلة عليها قنديلان من الزجاج كبيران لا يزالان يقدان مدة التسحير. فإذا قرب تبين خطي الفجر ووقع الإيذان بالقطع .. حط المؤذن المذكور القنديلين من أعلى الخشبة ، وبدا بالآذان وثوب المؤذنون من كل ناحية بالآذان .. وفي ديار مكة الطوح كلها مرتفعة ، فمن لم يسمع نداء التسحير ممن يبعد مسكنه عن المسجد يبصر القنديلين يقدان في أعلى الصومعة ، فإذا لم يبصرهن علم أن الوقت قد انقطع".
ويؤكد الدكتور وليد عرفات، الأستاذ بمدرسة اللغات الشرقية في لندن، ما أورده ابن جبير، كما أنه لا يخالف ابن بطوطة في ذلك في أن وقت السحور كما هو معروف قبيل صلاة الفجر والاستيقاظ في هذا الوقت أمر طبيعي وسهل على الذي اعتاد صلاة الفجر جماعة طوال العام ، لذا لا يصعب عليه الاستيقاظ قبل قليل ليتسحر وينوي الإمساك ، وبالتالي يمكن للجوار أن يوقظوا بعضهم بعضاً.
التسحير في دمشق
ويروي الباحث منير الكيال أنه كان في مدينة دمشق مسحر واحد ، كان يصعد على مكان مرتفع جداً ومعه طبل:
كبير يضرب عليه ويصيح بأعلى صوته .
يا سامعين ذكر النبي عالمصطفى صلوا...
لولا النبي ما انبنى جامع ولا صلوا ...
راح الجمل يشتكي رجع الجمل يمدح
من معجزات النبي مسك الحصى سبح ..
اجت الغزالة للنبي قالت يا نبي ولادي ...
صار لهن تلت تيام ولا ماء ولا زادي
ثم تطورت الحياة وبدأ عدد المسحرين يزداد حتى اصبح لكل حي مسحر خاص به . بل قسمن الحي إلى (مطافات) مناطق يتوزعها المسحرون وتتناسب مع عددهم. وهكذا في كل يوم من أيام رمضان وفي منتصف الليل يهب مسحروا دمشق من رقادهم ليتزودوا بعدة العمل (الطبلة والسلة والفانوس) .. وينطلقون عبر الليل والهدوء والحارات الملتوية المظلمة ، يمرون بالأبواب يقرعونها بعصيهم الصغيرة أو يدقون ( السقاطات ) ويرددون بأصواتهم التي تتفاوت بين الخشونة والحدة والعلو والقباحة والجمال ، عبارات رمضان التقليدية أصبحت جزءا لا يتجزأ من شخصية هؤلاء المسحرين:
يا نايم وحد الدايم .......... يا نايم وحد الله .....
أو بالنداء على رب العائلة التي يسحرها باسمه، بينما تكون العصا تتابع في نقرات إيقاعية فوق الطبلة التي ترسل صداها إلى الآذان والنفوس. وكثيرا ما ينشدون المدائح النبوية وقد يرددون على شكل دعابات يروحون عن أنفسهم عناء التعب ومن المدائح:
يا ما سارت لك محامل يا اشرف العربان
حنين بدرك وحنين نورك يا محمد بان
كف النبي الهاشمي نبع الزلل منه
أروى العطاش وجيش المؤمنين منه
ومن الدعابات التي يذكرها الباحث كيال :
أوموا إلى سحوركم
إجا الاط يزوركم
أوموا ليجي على غفلة
ياخد منكم عئولكن
كشف المكبة واكل الكبة
أاوم يا أبو سليم الكوسا
اوم فيئ جارك موسى ...
ويضيف الباحث كيال: أعود إلى الوراء قليلا على متن الذكرى وأصداء نقرات العصا على الطبلة الصغيرة في ليل قارس حيث المسحر يردد : يا نايم وحد الله ... لا اله إلا الله ، قوم يا بوكاسم وحد الله ، قوم يا بو صياح . قوم يا بو ممدوح .
ويشدني الحنين بخيوطه السحرية إلى طفولتي يوم كنت أعدو مع اندادي وراء صاحب الصوت ونحن نردد :
يا رمضان غيرت الطبيعة ...
السن زغير والرئبة رفيعة ...
عابرين وراءه الحارات المظلمة فيكر علينا ونفر ونعود نسترضيه هاتفي"
"عالبرغوت عالبرغوت معاني"
مندفعين بعقولنا الساذجة بإصرار .. ويسايرنا فنتحلق حوله جذلين وينقر على طبلته فنسكت لنسمع :
عالبرغوت معاني ..
عشش بادلتي ..
مسكت البرغوت وفركته ...
حسبته مات وسيبته ..
عنفظ وجاب ولاد أخته ...
ولاد أخته هالسجعان ...
عشرة طبلوا بالمطبال ...
هبوا على شعلة نار ...
راصوني جدياني
حط الدعوى عالسكين
سماع مني شو حكيت ..
أنا مبارح شو اضيت
شو بحكي عالبرغوت
اجاني البرغوت جنابي ...
شاؤلي كل تيابي ..
ما خلا لي خيط
استغفر الله ما بكذب ..
ضفدع شالت مركب ...
أبو بريص ريسهم ...
أربع اطاط وتلت فيران
الاط الأعمى حارسهم
كل سنة وانتم سالمين ... وأولادكم سالمين ... أحياكم الله إلى كل عام...
ويمضي فنهتف وراءه طالبين "الضراير والربة ، والقطة" في حين يردد بعضنا:
يا رمضان غيرت الطبيعة ..
السن زغير والئبة رفيعة ...
ويردد آخرون :
يا مفطر يا بم يا بزاء الدم
دمك دم الخنزير علئوك بالجنزير
والجنزير مالو حلئة علئوك بالمشنئة
والمشنئة مالها خيط دبوك بنهر اليط
واليط ما في مي دبوك ببيت المي
ويقول الباحث منير الكيال: لقد كبرنا والمسحر لا يزال يربطنا بأحلام الطفولة السحرية المتزاحمة ، وكبرت معنا نظرتنا إليه كانسان يترك دفء منزله وأولاده وعياله ليقف في البرد القارس يوقظنا على قرعات طبلته الرتيبة باماديحه وتوحيده ودعاباته مؤمنا أن ذلك العمل واجب يحتمه الدين عليه ويحقق له الثواب.
كبرنا ونحن نحلم ببراءة في ذلك الصوت الذي طبع في عقولنا أثرا لا يمحى فرمضان بدونه (موحلو) والمسحر فاتحة الخير في شهر الخير والبركة ، والمسحر أيضا حامل بشارة شهر رمضان ، ورمضان لياليه حلوة وخيراته كثيرة ... ومن هذه الزاوية ينطلق حبنا له المرتبط برواسب الطفولة .
مشيخة الكار
فالمسحرون ، إذا ، فئة من سواد الشعب ، اتخذ أفرادها من التسحير حرفة ( كارا )
لهم، وقد انبثق عن هذه الحرفة تنظيمات ، على غرار ما كان لسائر الصناعات والحرف الدمشقية ، وتدخل هذه التنظيمات في نظام الأصناف أو ما يسمى بمشية الكارات ، وهذه كانت تدير شؤون الحرفة وتسوي مشاكلها ...
وتضم تلك التنظيمات المراكز التالية : ( شيخ الكار ، النقيب ، الشاويش ) إضافة إلى المسحرين ، ولكل من هؤلاء عمل يختص به بغية تامين سير التسحير في المدينة على وجهه الأكمل .
شيخ الكار :
وهو أعلى المسحرين رتبة ، وله سلطة معنوية وبركة معترف بها ويكن له المسحرون جميعا الولاء ، ومنصبه وراثي ، وقد ينتخب في حال عدم وجود وريث يليق بالمقام ...
وقد كان الشيخ محمد علي العمقي ، خادم مقام الشيخ ارسلان ، شيخ الكار ، ثم ورث المشيخة ابنه محمد خير منذ حوالي خمسة عشر سنة . ومهمة شيخ الكار أساسية في تنظيم العمل : فهو يجمع المسحرين ويلقنهم أصول الصنعة ، وضرورة التسحير في الوقت ( الترم ) المحدد . كما يقوم بإجراء فحص للمبتدئين من المسحرين .وكذلك يستطلع على مطافات المسحرين تحسبا للخلافات التي قد تقع فيما بينهم ، لان العرف عند أهل دمشق أن المسحر لا يتغير بسرعة بسبب منزلته المرموقة لدى أهل الحي ، وأن مجرد رؤية مسحر غيره يثير المشاكل بين أهل الحي ، وبين المسحر الأصلي من جهة وبين المسحر الجديد من جهة أخرى .
كذلك فان شيخ الكار يجمع مسحري المدينة عنده قبيل انتهاء النصف الأول من شعبان للبحث في تنظيم التسحير للمدينة والإفادة من أخطاء الموسم الماضي جهة وللبحث في مشاكل ( المطافات ) الناطق ، من ضمان وبيع وشراء بين المسحرين من جهة ثانية . وبالتالي فانه يقر اتفاقات التنازلات عن المطافات التي تتم بين العائلات التي تركت التسحير وبين المسحرين الجدد الذين تطوعوا للعمل في تلك المطافات ، لقاء مبالغ محدودة من المال تتراوح بين 40 – 50 ليرة سورية عن كل تنازل تنالها العائلة التي تركت التسحير في تلك السنة ، فيكون شيخ الكار شاهدا عدلا على ذلك ، إذ كثيرا ما يغتصب المستأجرون حق التسحير فلا يدفعون الضمان للأسرة الأصيلة المالكة . كما حدث في منطقة ( مطاف ) القنوات التي كانت من حق أبي أحمد خيرو ، فاستأجرها الشيخ حمندي واغتصبها مع الزمن بالإضافة إلى زقاق الحطاب وقصر الحجاج في حي باب السريجة .
كما أن الشيخ يؤمن تسحير الطافات عندما يضطر أحد المسحرين أو بعضهم للتغيب بسبب المرض أو الضرورة المسببة للانقطاع عن العمل ، وبالتالي يحصل من الجدد جانبا من الدخل كحق لأصحاب المطافات الأصليين .ومقابل كل هذا يقدم كل مسحر للشيخ ( ليرة سورية ) كل رمضان تسمى عرق اخضر ( شوفة خاطر ) كما يدفعون له ليرة أخرى لمناسبة إحياء ليلة السابع والعشرين من رمضان وذلك لقاء إعداد أكلة ( بياض ) رز بالحليب أو ( هيطلية ) يولم عليها للمسحرين بقسم من المبلغ ويوفر الباقي له .
النقيب :
ويعتبر نائبا عن شيخ الكار وممثلا .ويقوم أيضا بمهمة ( الدورية ) التفتيش ، إذ يطوف على المناطق ليتأكد من انتظام قيام كل مسحر بعمله على اكمل وجه . فيسال الحارس وأهل الحي عن المسحر ليتأكد من ذلك وعن رأي الحي في المسحر . وذلك إضافة إلى قيامه بمهمة التسحير في مطافه الخاص كباقي المسحرين .
وإذا صدف وسمع أن واحدا من المسحرين قد قصر بواجبه فانه يبلغ عنه شيخ الكار الذي يفرض عليه ( الحق ) وهو غرامة مادية يولم بها لبقية المسحرين وقد يكون بقطع قسم من مطافه عنه أو أخذ الطعام منه .
الشاويش :
وهو مساعد شيخ الحرفة بالاسم ، وفي الواقع هو ( حجر مقداف ) يقوم بتنفيذ كل عمل يسنده إليه الشيخ ، كإخبار المسحرين عن يوم ( الجمع ) الاجتماع للاستعداد لرمضان ... كما أنه باعتباره مسحرا ممتازا ، كثيرا ما يحل المشاكل الصغيرة التي تقع بين المسحرين ، ولا سيما ما يتعلق منها بمناطق ( مطافات ) التسحير .
ولقاء ذلك يتقاضى من كل مسحر نصف ليرة سورية عن كل شهر رمضان أو اقل .
الاعضوات :
وهما اثنان يمثلان السلطة في حل المشاكل التي تقع بين المسحرين ويبدون رأيهم في ذلك بالإضافة إلى عملهم كمسحرين ...
ولا بد من الإشارة في هذا المجال إلى أن المسحرين متحابون متعاونون متساندون لا ينسون بعضهم بعضا بل يستفقدون ويعايدون بعضهم بعضا في الأعياد والمناسبات وإذا مرض واحد منهم يعودونه ويأخذون له هدية ( كعك ، بطيخ ، دراهم ) وإن توفي أحدهم يبرون أهله ... وغير ذلك مما يزيد الالفة والمحبة والمودة فيما بينهم ...
مناسبات خروج المسحر:
أصاب التطور الاجتماعي والفكري والعمراني البلاد العربية والإسلامية ولكن ذلك التطور تباين بتباين تفاعل الإنسان مع البيئة ومدى تمثله للحضارة الإنسانية في العالم بوجه عام ....
ودمشق كمدينة من أمهات المدن العربية وحاضرة إسلامية كبرى لها شانها في التاريخ العربي ، أصابها من التطور ، ما قلب نظام الحياة وأسسها في جميع مظاهرها . وكتحصيل حاصل تطورت مهمة المسحر فلم تبق على الشكل الذي حدثنا عنه ابن جبير في الديار المقدسة ... ولم تعد دمشق تتسحر على طبل واحد كما حدثنا السلف ، وقد عرف الشيخ جمال الدين القاسمي ، وهو من أئمة دمشق أواخر العصر العثماني، عرف المسحر في كتابه قاموس الصناعات الشامية بقوله (من يوقظ الناس لتناول السحور في شهر رمضان ، يدور على البيوت قبل الفجر بساعتين وبيده طبلة يضرب عليها بجلدة ، ويتغنى بأقوال مختلفة فينبه أصحاب البيوت ) وكل محلة بدمشق لها مسحر مخصوص بها حين دخول وقت السحور فينبه أصحابها . ويدور عند الغروب على أصحاب تلك الدور فيعطونه من فضلات طعامهم حتى إذا شهر رمضان، واقبل العيد يدور عليهم ويطرق أبوابهم، وكل شخص يعطيه على قدره من الدراهم مع إطعامه من حلاوة العيد .وبالإضافة إلى ذلك فقد كان المسحر يدور على البيوت ليلة البدر من شعبان يأخذ ممن سيسحرهم في رمضان مباركة نصف شعبان وتكون مالا أو طعاما يراكمه المسحر في سلته وصحونه بأشكاله وأنواعه المختلفة حتى قيل في ذلك (مثل سلة المسحر) كذلك فان كل مسحر يطوف في مطافه عقب صلاة عيد الأضحى المبارك يعيد على المواطنين ويأخذ العيدية .
عدد المسحرين:
أن التسحير كحرفة، كانت تنحصر في عائلات دمشقية تحفظ أصولها وفرعها ، وتتوارثها أبا عن جد ، على غرار سائر الحرف والصناعات الدمشقية ..
وإذا صدف أن انعدام العقب الذكر في الأسرة ، أو أن أبناءها يزهدون بالعمل ، فالأسرة عندئذ تضمن التسحير إلى مسحر غريب عنها بمعرفة شيخ الكار.
ومن الأسر التي امتدت فيها حرفة التسحير (بيت الحجة) فمنها كان : سليم وصالح واحمد وعمر وعبد الجليل .. وجميعهم مارسوا التسحير في مطاف توارثوه .. وهذا يفسر خروج المسحر إلى التسحير مع ولد صغير غالبا ما يكون ابنه ليساعده من جهة وليتعلم منه أصول الصنعة ( خوش داشي ) وأدائها وليتعرف إلى أهل الحي ومكانتهم الاجتماعية ويتعرفوا عليه من جهة أخرى وبالتالي كي يحفظ المدائح والدعابات التي سيرددها عندما ( يكرس ) يصبح مسحرا ...
ويختلف عدد المسحرين باختلاف تقسيم المدينة إلى الطافات التي يحددها شيخ الكار . فقد يصدف أن يتسع مطاف بسبب اتساع العمران فتضطر الأسرة المالكة لحق التسحير إلى إخراج مسحر منها ليسد الفراغ في تلك المنطقة (المطاف) وهكذا قسم حي الشاغور إلى مطافات منها المزاز والقراونة وزقاق الشيخ والصمادية ، الخضيرية والإصلاح وزقاق البرغل والشماعين .
ونتيجة لذلك الاتساع للمدينة تجمع المسحرون في ثلاثة تجمعات لثلاثة أقسام هي :
ا – المنطقة الممتدة من عرنوس إلى باب المصلى في حي الميدان وتضم حوالي أربعين مسحرا .
ب – المنطقة الممتدة من باب المصلى إلى ( بوابة الله ) مدخل دمشق من ناحية الجنوب وتشمل حي الميدان التحتاني ( الجزماتية ) والميدان الفوقاني ( السلطاني ) وتضم حوالي عشرين مسحرا .
ج – منطقة ركن الدين والشيخ محيي الدين والصالحية والمهاجرين وتضم حوالي خمسة عشر مسحرا .
وكل مجموعة من هذه المجموعات يجتمع مسحروها في مقهى الحي حتى السحور يتسامرون ويحتسون الشاي ويستعرضون دخلهم في ( المساوية ) ما بعد الإفطار .. ومن ثم ينطلق كل منهم إلى مطافه ليباشر عمله ....